<title> الحوت في القرآن الكريم .... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم ~ أسباب نزول آيات القرآن

الأحد، 15 مايو 2022

الحوت في القرآن الكريم .... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم

 ورد ذِكرالحوت  في القرآن الكريم في عدة مواضع في القرآن الكريم لثلاثة قصص مختلفة ، وهي حوت يونس عليه السلام والذي ابتلع نبي الله  ، وحوت  موسي عليه السلام  وفتاه ، والذي كانوا يتخذوه علامة الطريق لملاقاة الخضر عليه السلام ، وحيتان أصحاب السبت 


** أولا:

ذُكِر الحوت في موضعين مختلفين لقصة نبي الله يونس عليه السلام

** وملخص ذكره :

أرسل الله سبحانه وتعالى يونس عليه السلام إلى قوم نينوي ودعاهم إلى عبادة الله وترك الأصنام ، فرفضوا ذلك وحذرهم من عذاب الله ، فلم يستجيبوا  و زادوا في عنادهم ، فرَحَل يونس عنهم غاضبا ، وتاركهم للعذاب ، رحل من تلقاء نفسه دون أن يأمره ربُّه بالرحيل  ، فركب السفينة والتي احتبست بمجرد أن ركبها ( وقيل واجهتها رياح شديدة )، فاتفق جميع من على السفينة أن ذلك نتيجة خطيئة أحدهم فقرروا ضرب  السهام ( لتدل على صاحب الخطيئة) حتى يلقوا به في الماء ، فكانت النتيجة في كل مرة من نصيب نبي الله يونس  فألقى بنفسه في الماء  ، فابتلعه الحوت ، وظل في بطنه كثيرا ، قيل ثلاثة أيام ، وقيل سبعة وقيل أربعين يوما ، ودعا ربّه  "أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ " ، فاستجاب الله لدعائه وأنجاه ، فقذفه الحوت على الشاطئ ، وبدأ في استعادة صحته ، و أعلمه ربّه أن قومه قد تابوا (حيث أنهم أعلنوا توبتهم جميعا قبل أن يصلهم العذاب ، فرفعه الله عنهم ) وأمره الله أن يعود إليهم 

1

ورد ذِكر الحوت  في سورة القلم في قوله تعالى :فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ " سورة القلم

(*) ورد عند القرطبي

"وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ " يعني يونس عليه السلام . أي لا تكن مثله في الغضب والضجر والعَجلة . 

وقال قتادة : إن الله تعالى يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم ويأمره بالصبر ولا يعجل كما عجل صاحب الحوت 

* " إِذْ نَادَى " أي حين دعا في بطن الحوت فقال : "أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ".

" وَهُوَ مَكْظُومٌ " أي مملوء غما . وقيل : كربا . 

الأول قول ابن عباس ومجاهد . والثاني قول عطاء وأبي مالك .

 قال الماوردي : والفرق بينهما أن الغم في القلب ، والكرب في الأنفاس

========


2

ورد ذِكر الحوت  في سورة الصافات في قوله تعالى :" وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ، إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ، فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ، فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ، فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " سورة الصافات

(*) ورد في زاد المسير

* قال المفسرون: وكَّل الله به حوتا، فلما ألقى نفسه في الماء التقمه، وأمر أن لا يضره ولا يكلمه

* ومعنى " فَالْتَقَمَهُ ": ابتلعه. "  وَهُوَ مُلِيمٌ " قال ابن قتيبة: أي: مذنب، يقال: ألام الرجل: إذا أتى ذنبا يُلام عليه 

======================================


** ثانيا:

ورد ذِكْر الحوت بصيغة الجمع في موضع واحد لقصة أصحاب السبت ، في سورة  الأعراف في قوله تعالى :" وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ "سورة الأعراف

** وملخص ذكره

طلب اليهود من موسى تعظيم يوم السبت  بدلا من الجمعة ، واصرُّوا على ذلك فكان لهم ما أرادوا  شريطة تحريم  صيد الحيتان من البحر يوم السبت ،وأحَلَّ لهم صيده  باقي أيام الأسبوع 

فكانت إحدى قرى بني اسرائيل لاتأتي الحيتان ناحيتهم إلا يوم السبت وتختفي باقي أيام الأسبوع  فخالفو عهدهم وطمعوا في الصيد يوم السبت ، وتحايلوا على ذلك بأن كانوا يحبسون الحيتان في أحواض يوم السبت ويأخذوها يوم الأحد ، ولما تمادوا في ذلك ولم يرجعوا مسخهم الله تعالى فجعلهم قردة وخنازير

(*) ورد عند الطبري

* عن داود بن الحصين عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قال ابن عباس: إن الله إنما افترض على بني إسرائيل اليوم الذي افترض عليكم في عيدكم (يوم الجمعة). فخالفوا إلى السبت فعظَّموه، وتركوا ما أُمِروا به. فلما أبوا إلا لزوم السبت، ابتلاهم الله فيه ، فحرَّم عليهم ما أحلَّ لهم في غيره 

 وكانوا في قرية بين أيلة والطور يقال لها " مدين ". فحرم الله عليهم في السبت الحيتان: صيدها وأكلها. وكانوا إذا كان يوم السبت أقبلت إليهم شرعا إلى ساحل بحرهم ، حتى إذا ذهب السبت ذهبن ، فلم يروا حوتا صغيرا ولا كبيرا. حتى إذا كان يوم السبت أتين إليهم شُرَّعا ، حتى إذا ذهب السبت ذهبن

 فكانوا كذلك حتى إذا طال عليهم الأمد وقَرِموا إلى الحيتان، عمد رجل منهم فأخذ حوتا سِرًّا يوم السبت، فخزمه بخيط ، ثم أرسله في الماء ، وأوتد له وتدا في الساحل فأوثقه ، ثم تركه. حتى إذا كان الغد ، جاء فأخذه ( أي: إني لم آخذه في  يوم السبت) ثم انطلق به فأكله. حتى إذا كان يوم السبت الآخر، عاد لمثل ذلك، ووجد الناس ريح الحيتان، فقال أهل القرية: والله لقد وجدنا ريح الحيتان! ثم عثروا على صنيع ذلك الرجل ، قال: ففعلوا كما فعل ، وأكلوا سِرًّا زمانا طويلا لم يعجل الله عليهم بعقوبة، حتى صادوها علانية وباعوها بالأسواق

======================================


** ثالثا:

ذُكِر الحوت مرتين في موضع واحد لقصة نبي الله موسى عليه السلام في طريقه للخضر عليه السلام في سورة الكهف في قوله تعالى :فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ، فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ، قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ  وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ".سورة الكهف

** وملخص ذكره

ورد فى البخارى عن ابن عباس قال حدثنا  أبي بن كعب  عن النبي   صلى الله عليه وسلم أن  موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل:  أي الناس أعلم؟ 

فقال: أنا 
فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فقال له بلى لي عبد بمجمع البحرين هو أعلم منك 
قال: أي رب ومن لي به 
فأمره الله أن يأخذ حوتا فيجعله في مكتل وحيثما فُقد الحوت فسيجد الرجل هناك
"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا" 
وأخذ موسي حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق هو وفتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رءوسهما فرقد موسى واضطرب الحوت فخرج فسقط في البحر"فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا" فأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار مثل الطاق  فانطلقا يمشيان بقية ليلتهما ويومهما حتى إذا كان من الغد
موسي:" قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ‏" ولم يجد موسى النصب حتى جاوز حيث أمره الله 
الفتى"قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا " فكان للحوت سربا ولهما عجبا 
موسى‏ "قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ " فرجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة فإذا رجل مسجى بثوب فسلم موسى فرد عليه 

فقال وأنى بأرضك السلام .... إلى آخر الحديث

(*) ورد عند البغوي

* فذلك قوله تعالى : فَلَمَّا بَلَغَا " يعني موسى وفتاه " مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا  " أي : بين الفريقين "نَسِيَا " تركا حُوتَهُمَا  " وإنما كان الحوت مع يوشع وهو الذي نسيه وأضاف النسيان إليهما لأنهما جميعا تزوداه لسفرهما كما يقال : خرج القوم إلى موضع كذا وحملوا من الزاد كذا وإنما حمله واحد منهم .

" فَاتَّخَذَ " أي الحوت " سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا  " أي مسلكا . 

[ وروي عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انْجَابَ الماء عن مسلك   الحوت فصار كُوَّةً لم يَلْتَئِم فدخل موسى الكُوَّةَ على أَثَرِ الحوت فإذا هو بِالخَضِرِ " ]

قال ابن عباس : جعل الحوت لا يمس شيئا من البحر إلا يبس حتى صار صخرة .

وقال الكلبي : توضأ يوشع بن نون من عين الحياة فانتضح على الحوت المالح في المكتل من ذلك الماء فعاش ثم وثب في ذلك الماء فجعل يضرب بذنبه فلا يضرب بذنبه شيئا من الماء وهو ذاهب إلا يبس .

وقد روينا أنهما لما انتهيا إلى الصخرة وضعا رءوسهما فناما واضطرب الحوت فخرج وسقط في البحر فاتخذ سبيله في البحر سربا فأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق فلما استيقظ موسى نسي صاحبه أن يخبره فانطلقا حتى إذا كان من الغد

* قوله تعالى : " فَلَمَّا جَاوَزَا " يعني ذلك الموضع وهو مجمع البحرين  قَالَ  " موسى "لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا" أي طعامنا والغداء ما يعد للأكل غدوة والعشاء ما يعد للأكل عشية " لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا  " أي : تعبا وشدة وذلك أنه ألقي على موسى الجوع بعد مجاوزة الصخرة ليتذكر الحوت ويرجع إلى مطلبه

 قَالَ " له فتاه وتذكر " أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ " وهي صخرة كانت بالموضع الموعود قال معقل بن زياد : هي الصخرة التي دون نهر الزيت فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ  " أي تركته وفقدته وذلك أن يوشع حين رأى ذلك من الحوت قام ليدرك موسى فيخبره فنسي أن يخبره فمكثا يومهما حتى صليا الظهر من الغد .

قيل في الآية إضمار معناه : نسيت أن أذكر لك أمر الحوت ثم قال :" وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ" أي : وما أنساني أن أذكر لك أمر الحوت إلا الشيطان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق