<title>الإبل في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم ~ أسباب نزول آيات القرآن

الأربعاء، 11 مايو 2022

الإبل في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم

ورد ذِكر الإبل أو الجمال أو النوق  بمسمياتها الثلاثة  في القرآن الكريم في عدة مواضع في القرآن الكريم 


** أولا:

ورد ذِكرها بلفظ الإبل في موضعين 

1

وردت مرة في  سورة الأنعام في قوله تعالى : " ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ  " سورة الأنعام

** وملخص ذكره

أن الآيات ترد على جهل العرب قبل الإسلام فيما كانوا حرَّموا من الأنعام ، وجعلوها أجزاء وأنواعا : بحيرة ، وسائبة ، ووصيلة وحاما ، وغير ذلك من الأنواع التي ابتدعوها في الأنعام والزروع والثمار ، فكان ردّه تعالى : أنه هو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات ، وأنه أنشأ من الأنعام حمولة وفرشا . ثم بين أصناف الأنعام من غنم  و ماعز ، ذكره وأنثاه ، وإلى إبل ذكورها وإناثها ، والبقر كذلك . وأنه تعالى لم يحرِّم شيئا من ذلك . بل كلها مخلوقة للانسان ومنفعته ، أكلا وركوبا ، وحمولة ، وحلبا ، وغير ذلك

** ورد عند البغوي

* " وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ  " وذلك أنهم كانوا يقولون : هذه أنعام وحرث حجر ، وقالوا : ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا ، وحرموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، وكانوا يحرّمون بعضها على الرجال والنساء ، وبعضها على النساء دون الرجال ، فلما قام الإسلام وثبتت الأحكام جادلوا النبي  صلى الله عليه وسلم  ، وكان خطيبهم مالك بن عوف أبو الأحوص الجشمي ، فقال : يا محمد بلغنا أنك تُحرم أشياء مما كان آباؤنا يفعلونه ، فقال له رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : " إنكم قد حرمتم أصنافا من الغنم على غير أصل ، وإنما خلق الله هذه الأزواج الثمانية للأكل والانتفاع بها ، فمن أين جاء هذا التحريم؟ من قبل الذكر أم من قبل الأنثى " ؟

 فسكت مالك بن عوف وتحير فلم يتكلم ، فلو قال جاء التحريم بسبب الذكور  وجب أن يحرم جميع الذكور ، وإن قال بسبب الأنوثة وجب أن يحرم جميع الإناث ، وإن كان باشتمال الرحم عليه فينبغي أن يحرم الكل ، لأن الرحم لا يشتمل إلا على ذكر أو أنثى ، فأما تخصيص التحريم بالولد الخامس أو السابع أو البعض دون البعض فمن أين؟ 

=====

2

وردت مرة في  سورة الغاشية في قوله تعالى : "أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ" سورة الغاشية


** وملخص ذكره 

تدعو الآية النظر و التأمل في مخلوقات الله  ، لما فيها من الدلالة على قدرة الله وعظمته وأنه رب الكون المستحق العبادة ، فها هي الإبل التي جعلها الله للناس متاعًا يحملون عليها أثقالهم، ويأكلون من لحومها، ويشربون ألبانها، ويوقدون  بعرها، ويستفيدون بجلودها،  لهم فيها منافع كثيرة ، فهذا المخلوق ذو المنافع الكثيرة آية من آيات الله الدالة على عظمته سبحانه وتعالى

** ورد عند البغوي

" أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ " 

قال أهل التفسير : لما نعت الله تعالى في هذه السورة ما في الجنة عجب من ذلك أهل الكفر وكذبوه ، فذكَّرهم الله تعالى صنعه فقال : "أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ " [ من بين سائر الحيوانات ] " كَيْفَ خُلِقَتْ " وكانت الإبل من عيش العرب لهم فيها منافع كثيرة ، فلما صنع لهم ذلك في الدنيا صنع لأهل الجنة فيها ما صنع .

وتكلمت الحكماء في وجه تخصيص الإبل من بين سائر الحيوانات; فقال مقاتل : لأنهم لم يروا بهيمة قط أعظم منها ، ولم  يُشاهَد الفيل إلا الشاذ منهم .

وقال الكلبي : لأنها تنهض بحملها وهي باركة .

وقال قتادة : ذكر الله تعالى ارتفاع سرر الجنة وفرشها ، فقالوا : كيف نصعدها فأنزل الله تعالى هذه الآية .

* وسئل الحسن عن هذه الآية ، وقيل له : الفيل أعظم في الأعجوبة ، فقال : أما الفيل فالعرب بعيدة العهد بها . ثم هو  لا خير فيه ، لا يركب ظهرها ولا يؤكل لحمها ولا يحلب درها ، والإبل أعز مال للعرب وأنفسها تأكل النوى والقت وتخرج اللبن

==================================

** ثانيا:

ورد ذِكرها بلفظ الجمل  في موضعين  


1

 وردت مرة في  سورة الأعراف في قوله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ " سورة الأعراف

** وملخص ذكره 

تعني الآية استحالة دخول الجنة لهؤلاء المكذِّبين والمستكبرين ، لإستحالة دخول الجمل من ثقب الإبرة

** ورد في زاد المسير لابن الجوزي

قوله تعالى: "حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ "

الجمل: هو الحيوان المعروف . فان قال قائل: كيف خصّ الجمل من دون سائر الدواب، وفيها ما هو أعظم منه؟ فعنه جوابان: 

أحدهما: أن ضرب المثل بالجمل يحصّل المقصود والمقصود أنهم لا يدخلون الجنة، كما لا يدخل الجمل في ثقَب الإبرة، ولو ذكر أكبر منه أو أصغر منه ، جاز 

والثاني: أن الجمل أكبر شأناً عند العرب من سائر الدواب، فانهم يقدِّمونه في القوِّة على غيره، لأنه يوقَر بحمله فينهض به دون غيره من الدواب، ولهذا عجَّبهم من خلق الإبل، فقال:" أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ " ، فآثر الله تعالى ذكره على غيره لهذا المعنى. ذكر الجوابين ابن الانباري.

======


2

 وردت مرة في سورة المرسلات في قوله تعالى :"  إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ، كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ " سورة المرسلات

** وملخص ذكره 

هي بيان لحال النار عندما تشتد من شدة غضب الله فإن شررها  الذي  يتطاير منها يكون عظيما ، فهو كالقصر في مقداره ومثل الإبل السود في لونها والتي كان يسميها العرب صُفرا

** ورد عند القرطبي

* قيل : القصر : الجبل , فشبَّه الشَّرر بالقصر في مقاديره , ثم شبَّهه في لونه بالجمالات الصفر , وهي الإبل السُّود ; والعرب تسمي السُّود من الإبل صُفرا ; قال الشاعر : تلك خيلي منه وتلك ركابي هن صفر أولادها كالزبيب أي هن سود .

وإنما سميت السود من الإبل صفرا لأنه يشوب سوادها شيء من صفرة 

* والشرر إذا تطاير وسقط وفيه بقية من لون النار أشبه شيء بالإبل السود , لما يشوبها من صفرة 

==================================

** ثالثا:

ورد ذِكرها بلفظ الناقة في 6 مواضع وجميعها عن ناقة نبي الله صالح عليه السلام وقصة ثمود

** وملخص ذكرها في تلك المواضع

 كان أهل ثمود  في سعة من معايشهم ; فخالفوا أمر الله وعبدوا غيره وأفسدوا في الأرض ، فبعث الله إليهم صالحًا نبيًّا ، وقد سألوه أن يأتي بآية محددة وهي : ناقة عشراء يخرجها من الحجر  ، فأخرج الله لهم الناقة آية كما طلبوا ، وقد أخرجها لهم  من الحجر الصلد ، فأوصاهم صالح وحذَّرهم بألا يمسُّوها بسوء ، وإلَّا سيأتيهم العذاب من الله

 فكان لها يوم تشرب فيه ماء الوادي كله وتسقيهم مثله لبنا في هذا اليوم وكان بقدر حاجتهم على كثرتهم ، وهم يشربون الماء في اليوم الذي يليه ، ولكن الملأ من القوم استكبروا  ، وأرادوا مخالفة نبيهم ، فرفضوا يوم الناقة للشرب ، وعقروا الناقة وقالوا لنبيهم في تحدٍّ بالغ : ياصالح ائتنا بما تعدنا من العذاب ،فأخبرهم بأنه بقي من عمركم ثلاثة أيام ، فأخذتهم الرجفة فقضت عليهم ، فأصبحوا في دارهم جاثمين ، فتولى صالح عنهم قائلا : يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ "


1

وردت مرتين في موضع  واحد من سورة الأعراف في قوله تعالى :" وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ،وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ، قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ، قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ ، فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ" سورة الأعراف

** ورد عند ابن كثير 

وقوله : " قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً " 

أي : قد جاءتكم حجة من الله على صدق ما جئتكم به . وكانوا هم الذين سألوا صالحا أن يأتيهم بآية ، واقترحوا عليه أن تخرج لهم من صخرة صماء عينوها بأنفسهم ، وهي صخرة منفردة في ناحية الحجر ، يقال لها : الكاتبة ، فطلبوا منه أن يخرج لهم منها ناقة عشراء تمخض ، فأخذ عليهم صالح العهود والمواثيق لئن أجابهم الله إلى سؤالهم وأجابهم إلى طلبتهم ليؤمنن به وليتبعنه ؟ فلما أعطوه على ذلك عهودهم ومواثيقهم ، قام صالح  عليه السلام ، إلى صلاته ودعا الله عز وجل ، فتحركت تلك الصخرة ثم انصدعت عن ناقة جوفاء وبراء يتحرك جنينها بين جنبيها ، كما سألوا 

* فأقامت الناقة وفصيلها بعد ما وضعته بين أظهرهم مدة ، تشرب ماء بئرها يوما ، وتدعه لهم يوما ، وكانوا يشربون لبنها يوم شربها ، يحتلبونها فيملئون ما شاءوا من أوعيتهم وأوانيهم ، كما قال في الآية الأخرى : " وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ  "القمر ، وقال تعالى : " قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ "الشعراء  ،  وكانت تسرح في بعض تلك الأودية ترد من فج وتصدر من غيره ليسعها ; لأنها كانت تتضلع من الماء ، وكانت (على ما ذكر) خلقا هائلا ومنظرا رائعا ، إذا مرت بأنعامهم نفرت منها . فلما طال عليهم واشتد تكذيبهم لصالح النبي عليه السلام ، عزموا على قتلها ، ليستأثروا بالماء كل يوم ، فيقال : إنهم اتفقوا كلهم على قتلها

* وانطلق سقبها ( وهو فصيلها ) حتى أتى جبلا منيعا ، فصعد أعلى صخرة فيه ورغا 

* ويقال : إنه رغا ثلاث مرات . وإنه دخل في صخرة فغاب فيها، ويقال : بل اتبعوه فعقروه مع أمه ، فالله أعلم

* فلما فعلوا ذلك وفرغوا من عقر الناقة ، بلغ الخبر صالحا ، عليه السلام ، فجاءهم وهم مجتمعون ، فلما رأى الناقة بكى وقال : "تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ " هود

=====


2

وردت مرة في سورة الإسراء في قوله تعالى :وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا " سورة  الإسراء

** ورد عند القرطبي

قوله تعالى : "وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ"

في الكلام حذف ، والتقدير : وما منعنا أن نرسل بالآيات التي اقترحوها إلا أن يكذبوا بها فيهلكوا كما فعل بمن كان قبلهم . قال معناه قتادة وابن جريج وغيرهما . فأخر الله تعالى  العذاب عن كفار قريش لعلمه أن فيهم من يؤمن وفيهم من يولد مؤمنا .

* بين ما فعل بمن سأل الآيات فلم يؤمن بها فقال : "وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً " أي آية دالة مضيئة نيرة على صدق صالح ، وعلى قدرة الله  تعالى  . 

*"فَظَلَمُوا بِهَا "أي ظلموا بتكذيبها . وقيل : جحدوا بها وكفروا أنها من عند الله فاستأصلهم الله بالعذاب

=====


3

وردت مرة في سورة  القمر في قوله تعالى :"إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ * وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ " سورة  القمر

** ورد عند الطبري

القول في تأويل قوله تعالى : " إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ "

يقول تعالى ذكره: إنا باعثوا الناقة التي سألتها ثمودُ صالحا من الهضبة التي سألوه بَعثَتها منها آية لهم, وحجة لصالح على حقيقة نبوّته وصدق قوله.

* وقوله " فِتْنَةً لَهُمْ " يقول: ابتلاء لهم واختبارا, هل يؤمنون بالله ويتبعون صالحا ويصدّقونه بما دعاهم إليه من توحيد الله إذا أرسل الناقة, أم يكذّبونه ويكفرون بالله؟

* وقوله " فَارْتَقِبْهُمْ " يقول تعالى ذكره لصالح: إنا مُرسلو الناقة فتنة لهم  فانتظرهم ، وتبصَّر ما هم صانعوه بها " وَاصْطَبِرْ" يقول له : واصطبر على ارتقابهم ولا تعجل ، وانتظر ما يصنعون بناقة الله 

=====


4

وردت مرة في سورة  هود في قوله تعالى :"وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ * فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ" سورة  هود

** ورد عند الطبري

القول في تأويل قوله تعالى : "وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ "

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل صالح لقومه من ثمود ، إذ قالوا له : "وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ" ، وسألوه الآية على ما دعاهم إليه: " وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً " ، يقول: حجة وعلامة، ودلالة على حقيقة ما أدعوكم إليه 

" فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ "  فليس عليكم رزقها ولا مئونتها 

 "  وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ " يقول: لا تقتلوها ولا تنالوها بعَقْر 

" فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ "  يقول: فإنكم إن تمسوها بسوء يأخذكم عذاب من الله غير بعيد فيهلككم

=====


5

وردت مرة في سورة  الشعراء في قوله تعالى : قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ "سورة  الشعراء

** ورد عند القرطبي

قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم قال ابن عباس : قالوا إن كنت صادقا فادع الله يخرج لنا من هذا الجبل ناقة حمراء عشراء فتضع ونحن ننظر ، وترد هذا الماء فتشرب وتغدو علينا بمثله لبنا . فدعا الله وفعل الله ذلك ف قال " قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ " أي حظ من الماء ; أي لكم شرب يوم ولها شرب يوم ; فكانت إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله أول النهار وتسقيهم اللبن آخر النهار ، وإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم ومواشيهم وأرضهم ، ليس لهم في يوم ورودها أن يشربوا من شربها شيئا ، ولا لها أن تشرب في يومهم من مائهم شيئا 

=====


6

وردت مرة في سورة الشمس في قوله تعالى :كَذَّبَتْ ثَمُودُ  بِطَغْوَاهَا*إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا  * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا  "  سورة الشمس

** ورد عند البغوي 

"فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ " صالح عليه السلام

" نَاقَةَ اللَّهِ " أي احذروا عقر ناقة الله. وقال الزجاج: منصوب على معنى: ذروا ناقة الله

 "وَسُقْيَاهَا"، شربها، أي: ذروا ناقة الله وذروا شربها من الماء، فلا تتعرضوا للماء يوم شربها


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق