<title>الغنم ( الضأن والماعز والنعجة ) في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم ~ أسباب نزول آيات القرآن

الاثنين، 9 مايو 2022

الغنم ( الضأن والماعز والنعجة ) في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم

ورد ذِكر الغنم ( الضأن والماعز  والنعجة )  بمسمياتها جميعا في القرآن الكريم في عدة مواضع في القرآن الكريم 

** أولا

ورد ذِكرها بلفظ الغنم  في القرآن الكريم في ثلاث مواضع

1

ورد ذكرها  في قوله تعالى : "  وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ " سورة الأنعام

** ملخص ذكره

أن الله تعالى أراد أن يبين ماكان مُحرَّما بالفعل على بني اسرائيل الذين يحرمون ويحللون على هواهم ، فبدأ توضيح ذلك في الآيات السابقة ، واستكمل في تلك الآية أنه تعالى لم يُحرِّم على بني اسرائيل لحوم البقر والغنم وإنما حّرم عليهم شحومها ، واستثنى من تلك الشحوم : ما حَمَلَت ظُهورهما أو الحَوَايا أو ما اختَلَط بعَظْم فتلك جميعها حلال

(*) ورد في التحرير والتنوير:

واذكر لهم ما حرَّمنا على الذين هادوا قبل الإسلام، والمناسبة أن الله لما أمر نبيه عليه الصلاة والسلام أن يبين ما حرَّم الله أكله من الحيوان، وكان في خلال ذلك تنبيه على أن ما حرمه الله خبيث بعضه لا يصلح أكله بالأجساد الذي قال فيه "فَإِنَّهُ رِجْسٌ"الأنعام ، ومنه ما لا يلاقي واجب شكر الخالق وهو الذي قال فيه:" أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ "الأنعام ، أعقب ذلك بذِكر ما حرَّمه على بني إسرائيل تحريما خاصا لحِكمة خاصة بأحوالهم، وموقتة إلى مجيء الشريعة الخاتمة

 والمقصود من ذكر هذا الأخير: أن يظهر للمشركين أن ما حرَّموه ليس من تشريع الله في الحال ولا فيما مضى، فهو ضلال بحت

* الشحوم: جمع شحم، وهو المادة الدهنية التي تكون مع اللحم في جسد الحيوان، وقد أباح الله لليهود أكل لحوم البقر والغنم وحرم عليهم شحومهما إلا ما كان في الظهر

=====

2

ورد ذكرها  في قوله تعالى : "  وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ " سورة الأنبياء

** ملخص ذكره

هي إحدى القضايا التي نظرها داود عليه السلام وابنه نبي الله سليمان ، حيث كان لشخص أرضا مزروعة وكان لآخر غنما يرعاها  ، وذات ليلة دخلت الغنم على الأرض المثمرة لترعى ، فأفسدت الزرع ، فحكم داود عليه السلام بأن صاحب الأرض يأخذ الغنم من صاحبها ( وقيل أنه حكم بأن صاحب الأرض يأخذ الغنم وصاحب الغنم يأخذ الأرض)

وخرج الخصمان من عند داود عليه السلام فقابلا سليمان عليه السلام ، فكان له  رأي آخر بفضل من الله ، فذهب إلى نبي الله داود عليه السلام فقال له أن صاحب الأرض يأخذ الغنم يستفيد منها  وصاحب الغنم يأخذ الأرض ليقوم على زراعتها  لمدة تنتهي حين تثمر الأرض مرة أخرى وتعود كما كانت ، فيسترجع كل منهما حاجته ، فوافق داود عليه السلام على هذا الحُكم

(*) ورد عند البغوي

قوله عز وجل : " وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ " اختلفوا في الحرث :

قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم وأكثر المفسرين كان الحرث كَرْما قد تدلت عناقيده 

وقال قتادة : كان زرعا 

"  إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ " أي رعته ليلا فأفسدته 

والنفش الرعي بالليل ، والهمل بالنهار ، وهما الرعي بلا راع

=====

3

ورد ذكرها  في قوله تعالى : " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ " سورة طه

** ملخص ذكره

عندما سأل سبحانه وتعالى موسى " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى "  فأجابه أنها عصاه التي يستخدمها في مناحي حياته ، فيتوكأ عليها وكذلك هي تنفعه في رعي الغنم وغيره

(*) ورد عند البغوي

  " أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا " أعتمد عليها إذا مشيت وإذا أعييت وعند الوثبة ، "  وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي " أضرب بها الشجرة اليابسة ليسقط ورقها فترعاه الغنم

==================================

** ثانيا

ورد ذِكرها  بلفظ الضأن والماعز في القرآن الكريم في موضع واحد  في قوله تعالى:

  " ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ " سورة الأنعام

** ملخص ذكره

الآيات ترد على جهل العرب قبل الإسلام فيما كانوا حرَّموا من الأنعام ، وجعلوها أجزاء وأنواعا : بحيرة ، وسائبة ، ووصيلة وحاما ، وغير ذلك من الأنواع التي ابتدعوها في الأنعام والزروع والثمار ، فكان ردّه تعالى : أنه أنشأ جنات معروشات وغير معروشات ، وأنه أنشأ من الأنعام حمولة وفرشا . ثم بين أصناف الأنعام من غنم  و ماعز ، ذكره وأنثاه ، وإلى إبل ذكورها وإناثها ، والبقر كذلك . وأنه تعالى لم يحرِّم شيئا من ذلك . بل كلها مخلوقة للانسان ومنفعته ، أكلا وركوبا ، وحمولة ، وحلبا ، وغير ذلك 

(*) ورد عند البغوي

وذلك أنهم كانوا يقولون : هذه أنعام وحرث حجر ، وقالوا : ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرَّم على أزواجنا ، وحرَّموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، وكانوا يحرِّمون بعضها على الرجال والنساء ، وبعضها على النساء دون الرجال ، فلما قام الإسلام وثبتت الأحكام جادلوا النبي  صلى الله عليه وسلم ، وكان خطيبهم مالك بن عوف أبو الأحوص الجشمي ، فقال : يا محمد بلغنا أنك تحرم أشياء مما كان آباؤنا يفعلونه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم قد حرمتم أصنافا من الغنم على غير أصل ، وإنما خلق الله هذه الأزواج الثمانية للأكل والانتفاع بها ، فمن أين جاء هذا التحريم؟ من قبل الذكر أم من قبل الأنثى " ؟ ، فسكت مالك بن عوف وتحير فلم يتكلم 

 فلو قال جاء التحريم بسبب الذكور وجب أن يحرم جميع الذكور ، وإن قال بسبب الأنوثة وجب أن يحرم جميع الإناث ، وإن كان باشتمال الرحم عليه فينبغي أن يحرم الكل ، لأن الرحم لا يشتمل إلا على ذكر أو أنثى ، فأما تخصيص التحريم بالولد الخامس أو السابع أو البعض دون البعض فمن أين؟ .

==================================

** ثالثا

ورد ذِكرها  بلفظ  النعجة في  القرآن الكريم أربع مرات في موضع واحد في قوله تعالى : 

" وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ، إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ، إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ، قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ ، فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ   " سورة ص

** ملخص ذكره

دخل الْخَصْمِ على نبي الله داود عليه السلام أثناء عبادته في محرابه ففزع لأنه قد أمر ألا يدخل أحَد عليه المحراب ، ولكنهما سرعان ما أوضحا له السبب فقالا :أنهما خصمان أتيا إليه ليحكم بينهم في قضية ، ثم سردوا قضيتهم بأن أحدهما لديه 99 نعجة ورغم ذلك طلب من الآخر بشتى الوسائل أن يأخذ منه النعجة الواحدة التي لا يملك غيرها ، فكان الرد المباشر من نبي الله داود عليه السلام بالحُكم على الأول بظلمه لصاحب النعجة الواحدة 

(*) ورد عند ابن كثير في تفسيره

* قد ذكر المفسرون هاهنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه

فالأوْلَى أن يقتصر على مجرد تلاوة هذه القصة وأن يرد علمها إلى الله عز وجل  فإن القرآن حق وما تضمن فهو حق أيضا .

وقوله : " دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ " إنما كان ذلك لأنه كان في محرابه ، وهو أشرف مكان في داره وكان قد أمر ألا يدخل عليه أحد ذلك اليوم فلم يشعر إلا بشخصين قد تسورا عليه المحراب أي : احتاطا به يسألانه عن شأنهما 

(*) ورد عند ابن كثير في قصص الأنبياء 

 وقد ذكر كثير من المفسرين من السلف والخلف هاهنا قصصا وأخبارا أكثرها إسرائيليات ومنها ما هو مكذوب لا محالة ، تركنا إيرادها في كتابنا قصدا اكتفاء واقتصارا على مجرد تلاوة القصة من القرآن العظيم ]

(*) ورد في تفسير الإمام الشعراي

أورد الإمام الشعراوي رحمه الله  في تفسيره أفضل ما قيل في تلك القصة ما مُلخصه : أن الأمور التي استغفر منها نبي الله داود عليه السلام وخر ساجدا لله هي أمور ثلاثة :
الأول: أنه فزع من دخولهما عيه وهو في عبادته في محرابه ، بمعنى كيف يفزع وهو في معية الله ؟
والثاني أنه أصدر الحكم قبل أن يستمع للطرف الآخر فإتَّهم أحدهما بالظلم دون سماع الآخر
والثالث : أنه أدخل في الحكم حيثية ليس لها علاقة بالحكم ، والحيثية هي لأن لديه 99 نعجة ، فهل إن كان له أقل من ذلك يحق له أن يأخذ نعجة أخيه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق