<title>البقر في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم ~ أسباب نزول آيات القرآن

السبت، 23 أبريل 2022

البقر في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم

ورد ذِكر البقر  لفظا بالقرآن الكريم في عدة مواضع : 


1

 ورد ذكره  خمس مرات في قصة بقرة بني اسرائيل في قوله تعالى :

" وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ، قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ، قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا  قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ، قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ ، قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ  فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ " سورة البقرة

** وملخص ذكرها

كان في بني إسرائيل رجل غني وله ابن عم فقير لا وارث له سواه، فلما طال عليه موته قتله ليرثه، ثم أصبح يطلب ثأره وجاء ببعض ناس إلى موسى يدَّعي عليهم القتل ، فاستصعب أمر اكتشاف القاتل ، فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ليضربوا القتيل ببعض عظامها ، فما كان من القوم إلا الجدال والتشديد على أنفسهم ، رغم أنهم لو كانوا باشروا بذبح أي بقرة فور سماعهم الأمر لكانت انتهت الأمور ، ولكن ظلوا يجادلون نبيهم عليه السلام في مواصفات البقرة المراد ذبحها ، إلى أن أقنعوا أنفسهم باستقرارهم على إحدى البقر ، فذبحوها وضربوا بعظامها القتيل ، وبالفعل أحياه الله تعالى فأشار إلى قاتله وهو ابن عمه

(*) ورد عند القرطبي

* قوله تعالى : " قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا " هذا جواب منهم لموسى عليه السلام لما قال لهم : إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة وذلك أنهم وجدوا قتيلا بين أظهرهم ، قيل : اسمه عاميل واشتبه أمر قاتله عليهم ، ووقع بينهم خلاف ، فقالوا : نقتتل ورسول الله بين أظهرنا ، فأتوه وسألوه البيان (وذلك قبل نزول القسامة في التوراة )، فسألوا موسى أن يدعو الله فسأل موسى عليه السلام ربه فأمرهم بذبح بقرة ، فلما سمعوا ذلك من موسى وليس في ظاهره جواب عما سألوه عنه واحتكموا فيه عنده ، قالوا : أتتخذنا هزؤا ،والهزء : اللعب والسخرية

* قوله تعالى : " قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ " هذا تعنيت منهم وقلة طواعية ، ولو امتثلوا الأمر وذبحوا أي بقرة كانت لحصل المقصود ، لكنهم شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم ، قاله ابن عباس وأبو العالية وغيرهما . ونحو ذلك روى الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم 

* رُوي في قصص هذه البقرة روايات تلخيصها : أن رجلا من بني إسرائيل ولد له ابن ، وكانت له عِجلة فأرسلها في غيضة وقال : اللهم إني أستودعك هذه العجلة لهذا الصبي . ومات الرجل ، فلما كبر الصبي قالت له أمه ( وكان برًّا بها ) : إن أباك استودع الله عِجلة لك ، فاذهب فخذها ، فذهب فلما رأته البقرة جاءت إليه حتى أخذ بقرنيها وكانت مستوحشة ، فجعل يقودها نحو أمه ، فلقيه بنو إسرائيل ووجدوا بقرة على الصفة التي أمروا بها ، فساموه فاشتط عليهم . وكان قيمتها على ما روي عن عكرمة ثلاثة دنانير ، فأتوا به موسى عليه السلام وقالوا : إن هذا اشتط علينا ، فقال لهم : أرضوه في ملكه ، فاشتروها منه بوزنها مرة ، قاله عبيدة . السدي : بوزنها عشر مرات . وقيل : بملء مسكها دنانير . وذكر مكي أن هذه البقرة نزلت من السماء ولم تكن من بقر الأرض ، فالله أعلم .

=================================

2

 ورد ذكرها  مرتين في قصة يوسف في قوله تعالى : 

" وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ، قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ ، وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ، يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ " سورة  يوسف

** وملخص ذكرها

كان نبي الله يوسف في السجن عندما رأى الملك رؤياه التي رأى فيها  سبع بقرات سمانٍ يأكلهن سبعٌ من البقر عجاف ، وسبع سنبلات خضراء ، وسبع سنبلات يابسات قضت على السبع الخضراء ، فأراد تفسير لتلك الرؤيا فلم يجد أحدا يستطيع ذلك ، فكان من السامعين أحد الذين كانوا في السجن مع يوسف عليه السلام ، وقد فسَّر له رؤيا من قبل ، فتذَكَّر ذلك ،وطلب منهم أن يذهب إليه ليخبره برؤيا الملك ليفسرها لهم ، فقال يوسف للساقي: قل للملك: هذه سبع سنين مُخصِبات، ومن بعدهن سبع سنين شداد، إِلا أن يُحتال لهن، فانطلق الرسول إِلى الملك فأخبره، فقال له الملك: ارجع إِليه فقل له: كيف يُصنع؟ ، فقال: تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً واتركوه في سنبله إلا ما تحرزون وتدخرون للبذر  ، ثم يأتي سبع سنين شداد تأكلون مما ادخرتم 

(*) ورد في التفسير الكبير 

إعلم أنه تعالى إذا أراد شيئا هيأ له أسبابا، ولما دنا فرج يوسف عليه السلام رأى مَلك مصر في النوم سبع بقرات سمان خرجن من نهر يابس وسبع بقرات عجاف فابتلعت العجاف السمان، ورأى سبع سنبلات خضر قد انعقد حبها، وسبعا أخر يابسات، فالتوت اليابسات على الخضر حتى غلبن عليها ، فجمع الكَهَنة وذكرها لهم وهو المراد من قوله: "يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ" فقال القوم هذه الرؤيا مختلطة فلا تقدر على تأويلها وتعبيرها

* " وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا .."

إعلم أن الملك لما سأل الملأ عن الرؤيا واعترف الحاضرون بالعجز عن الجواب، قال الشرابي إن في الحبس رجلا فاضلا صالحا كثير العلم كثير الطاعة قصصت أنا والخباز عليه منامين فذكر تأويلهما فصدق في الكل ، وما أخطأ في حرف فإن أذنت مضيت إليه وجئتك بالجواب

* قال " أَيُّهَا الصِّدِّيقُ " ، والصِّدِّيق، هو البالغ في الصدق ، وَصَفَه بهذه الصِّفة لأنه لم يُجرِّب عليه كذبا ، وقيل: لأنه صدق في تعبير رؤياه ( وهذا يدل على أن من أراد أن يتعلم من رجل شيئا فإنه يجب عليه أن يعظمه، وأن يخاطبه بالألفاظ المشعرة بالإجلال ) ، ثم إنه أعاد السؤال بعين اللفظ الذي ذكره المَلِك ونِعمَ ما فعل، فإن تعبير الرؤيا قد يختلف بسبب اختلاف اللفظ

=================================

3

ورد ذكرها أيضا في قوله تعالى : 

" ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ، وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا  فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ  " سورة الأنعام

** ملخص ذكره

الآيات ترد على جهل العرب قبل الإسلام فيما كانوا حرَّموا من الأنعام ، وجعلوها أجزاء وأنواعا : بحيرة ، وسائبة ، ووصيلة وحاما ، وغير ذلك من الأنواع التي ابتدعوها في الأنعام والزروع والثمار ، فكان ردّه تعالى : أنه أنشأ جنات معروشات وغير معروشات ، وأنه أنشأ من الأنعام حمولة وفرشا . ثم بين أصناف الأنعام من غنم  و ماعز ، ذكره وأنثاه ، وإلى إبل ذكورها وإناثها ، والبقر كذلك . وأنه تعالى لم يحرِّم شيئا من ذلك . بل كلها مخلوقة للانسان ومنفعته ، أكلا وركوبا ، وحمولة ، وحلبا ، وغير ذلك 

(*) ورد عند البغوي

وذلك أنهم كانوا يقولون : هذه أنعام وحرث حجر ، وقالوا : ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرَّم على أزواجنا ، وحرَّموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، وكانوا يحرِّمون بعضها على الرجال والنساء ، وبعضها على النساء دون الرجال ، فلما قام الإسلام وثبتت الأحكام جادلوا النبي  صلى الله عليه وسلم ، وكان خطيبهم مالك بن عوف أبو الأحوص الجشمي ، فقال : يا محمد بلغنا أنك تحرم أشياء مما كان آباؤنا يفعلونه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم قد حرمتم أصنافا من الغنم على غير أصل ، وإنما خلق الله هذه الأزواج الثمانية للأكل والانتفاع بها ، فمن أين جاء هذا التحريم؟ من قبل الذكر أم من قبل الأنثى " ؟ ، فسكت مالك بن عوف وتحير فلم يتكلم 

 فلو قال جاء التحريم بسبب الذكور وجب أن يحرم جميع الذكور ، وإن قال بسبب الأنوثة وجب أن يحرم جميع الإناث ، وإن كان باشتمال الرحم عليه فينبغي أن يحرم الكل ، لأن الرحم لا يشتمل إلا على ذكر أو أنثى ، فأما تخصيص التحريم بالولد الخامس أو السابع أو البعض دون البعض فمن أين؟ .

=================================

4

ورد ذكرها أيضا في قوله تعالى : "  وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ " سورة الأنعام

** ملخص ذكره

أن الله تعالى أراد أن يبين ماكان مُحرَّما بالفعل على بني اسرائيل الذين يحرمون ويحللون على هواهم ، فبدأ توضيح ذلك في الآيات السابقة ، واستكمل في تلك الآية أنه تعالى لم يُحرِّم على بني اسرائيل لحوم البقر والغنم وإنما حّرم عليهم شحومها ، واستثنى من تلك الشحوم : ما حَمَلَت ظُهورهما أو الحَوَايا أو ما اختَلَط بعَظْم فتلك جميعها حلال

(*) ورد في التحرير والتنوير:

واذكر لهم ما حرَّمنا على الذين هادوا قبل الإسلام، والمناسبة أن الله لما أمر نبيه عليه الصلاة والسلام أن يبين ما حرَّم الله أكله من الحيوان، وكان في خلال ذلك تنبيه على أن ما حرمه الله خبيث بعضه لا يصلح أكله بالأجساد الذي قال فيه "فَإِنَّهُ رِجْسٌ"الأنعام ، ومنه ما لا يلاقي واجب شكر الخالق وهو الذي قال فيه:" أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ "الأنعام ، أعقب ذلك بذِكر ما حرَّمه على بني إسرائيل تحريما خاصا لحِكمة خاصة بأحوالهم، وموقتة إلى مجيء الشريعة الخاتمة

 والمقصود من ذكر هذا الأخير: أن يظهر للمشركين أن ما حرَّموه ليس من تشريع الله في الحال ولا فيما مضى، فهو ضلال بحت

* الشحوم: جمع شحم، وهو المادة الدهنية التي تكون مع اللحم في جسد الحيوان، وقد أباح الله لليهود أكل لحوم البقر والغنم وحرم عليهم شحومهما إلا ما كان في الظهر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق