<title>القردة في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم ~ أسباب نزول آيات القرآن

الجمعة، 15 أبريل 2022

القردة في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم

ورد ذِكر القِرَدة في القرآن الكريم بلفظها ثلاث مرات وكلها تخُصّ قصة القرية التي كانت حاضرة البحر واعتدت في السبت فمسخهم الله وجعلهم  قِرَدة


1

ورد ذِكرها في قوله تعالى : " وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ " سورة البقرة

** وملخص ذكره 

طلب اليهود من موسى تعظيم يوم السبت  بدلا من الجمعة ، واصرُّوا على ذلك فكان لهم ما أرادوا  شريطة تحريم  صيد الحيتان من البحر يوم السبت ،وأحَلَّ لهم صيده  باقي أيام الأسبوع 

فكانت إحدى قرى بني اسرائيل لاتأتي الحيتان ناحيتهم إلا يوم السبت وتختفي باقي أيام الأسبوع  فخالفو عهدهم وطمعوا في الصيد يوم السبت ، وتحايلوا على ذلك بأن كانوا يحبسون الحيتان في أحواض يوم السبت ويأخذوها يوم الأحد ، ولما تمادوا في ذلك ولم يرجعوا مسخهم الله تعالى فجعلهم قردة وخنازير

(*) ورد عند الطبري

عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس: " وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ" يقول: ولقد عرفتم .( وهذا تحذير لهم من المعصية ). يقول : احذروا أن يصيبكم ما أصاب أصحاب السبت، إذ عصوني 

 " اعْتَدَوْا " - يقول: اجترؤوا - في السبت ، قال: لم يبعث الله نبيا إلا أمره بالجُمعة ، وأخبره بفضلها وعظمها في السموات وعند الملائكة ، وأن الساعة تقوم فيها . فمن اتبع الأنبياء فيما مضى كما اتبعت أمة محمد صلى الله عليه وسلم محمدا ، قبل الجمعة وسمع وأطاع، وعرف فضلها وثبت عليها ، كما أمر الله تعالى به نبيّه صلى الله عليه وسلم 

 ومن لم يفعل ذلك ، كان بمنـزلة الذين ذكر الله في كتابه فقال: " وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ".

 وذلك أن اليهود قالت لموسى - حين أمرهم بالجمعة، وأخبرهم بفضلها -: يا موسى، كيف تأمرنا بالجمعة وتفضلها على الأيام كلها ، والسبت أفضل الأيام كلها، لأن الله خلق السموات والأرض والأقوات في ستة أيام ، وسبت له كل شيء مطيعا يوم السبت  ،  وكان آخر الستة؟ 

قال: وكذلك قالت النصارى لعيسى ابن مريم (حين أمرهم بالجمعة ) قالوا له: كيف تأمرنا بالجمعة وأول الأيام أفضلها وسيدها ، والأول أفضل ،  والله واحد ،  والواحد الأول أفضل؟ فأوحى الله إلى عيسى: أن دعهم والأحد ، ولكن ليفعلوا فيه كذا وكذا.  مما أمرهم به. فلم يفعلوا ، فقص الله تعالى قصصهم في الكتاب بمعصيتهم .

 قال: وكذلك قال الله لموسى حين قالت له اليهود ما قالوا في أمر السبت -: أن دعهم والسبت، فلا يصيدوا فيه سمكا ولا غيره ، ولا يعملوا شيئا كما قالوا . 

قال: فكان إذا كان السبت ظهرت الحيتان على الماء، فهو قوله: "إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا "الأعراف ، يقول: ظاهرة على الماء ، ذلك لمعصيتهم موسى  .. وإذا كان غير يوم السبت، صارت صيدا كسائر الأيام فهو قوله : " وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ "الأعراف ، ففعلت الحيتان ذلك ما شاء الله . فلما رأوها كذلك ، طمعوا في أخذها وخافوا العقوبة ، فتناول بعضهم  منها فلم تمتنع عليه, وحذر العقوبة التي حذرهم موسى من الله تعالى . فلما رأوا أن العقوبة لا تحل بهم، عادوا، وأخبر بعضهم بعضا بأنهم قد أخذوا السمك ولم يصبهم شيء, فكثَّروا في ذلك، وظنوا أن ما قال لهم موسى كان باطلا . وهو قول الله جل ثناؤه: " وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ " - يقول: لهؤلاء الذين صادوا السمك - فمسخهم الله قردة بمعصيتهم

* عن داود بن الحصين عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قال ابن عباس: إن الله إنما افترض على بني إسرائيل اليوم الذي افترض عليكم في عيدكم (يوم الجمعة). فخالفوا إلى السبت فعظَّموه، وتركوا ما أُمِروا به. فلما أبوا إلا لزوم السبت، ابتلاهم الله فيه ، فحرَّم عليهم ما أحلَّ لهم في غيره 

 وكانوا في قرية بين أيلة والطور يقال لها " مدين ". فحرم الله عليهم في السبت الحيتان: صيدها وأكلها. وكانوا إذا كان يوم السبت أقبلت إليهم شرعا إلى ساحل بحرهم ، حتى إذا ذهب السبت ذهبن ، فلم يروا حوتا صغيرا ولا كبيرا. حتى إذا كان يوم السبت أتين إليهم شُرَّعا ، حتى إذا ذهب السبت ذهبن

 فكانوا كذلك حتى إذا طال عليهم الأمد وقَرِموا إلى الحيتان، عمد رجل منهم فأخذ حوتا سِرًّا يوم السبت، فخزمه بخيط ، ثم أرسله في الماء ، وأوتد له وتدا في الساحل فأوثقه ، ثم تركه. حتى إذا كان الغد ، جاء فأخذه ( أي: إني لم آخذه في  يوم السبت) ثم انطلق به فأكله. حتى إذا كان يوم السبت الآخر، عاد لمثل ذلك، ووجد الناس ريح الحيتان، فقال أهل القرية: والله لقد وجدنا ريح الحيتان! ثم عثروا على صنيع ذلك الرجل ، قال: ففعلوا كما فعل ، وأكلوا سِرًّا زمانا طويلا لم يعجل الله عليهم بعقوبة، حتى صادوها علانية وباعوها بالأسواق. 

وقالت طائفة منهم من أهل البقيّة: ويحكم! اتقوا الله! ونهوهم عما كانوا يصنعون. وقالت طائفة أخرى لم تأكل الحيتان، ولم تنه القوم عما صنعوا: " لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" الأعراف   

 قال ابن عباس: فبينما هم على ذلك، أصبحت تلك البقية في أنديتهم ومساجدهم ، وفقدوا الناس فلا يرونهم . فقال بعضهم لبعض: إن للناس لشأنا! فانظروا ما هو! فذهبوا ينظرون في دورهم ، فوجدوها مغلقة عليهم ، قد دخلوا ليلا فغلقوها على أنفسهم ، كما يغلق الناس على أنفسهم ، فأصبحوا فيها قردة, وإنهم ليعرفون الرجل بعينه وإنه لقرد, والمرأة بعينها وإنها لقردة, والصبي بعينه وإنه لقرد. قال: يقول ابن عباس: فلولا ما ذكر الله أنه أنجى الذين نهوا عن السوء، لقلنا أهلك الجميع منهم . قالوا: وهي القرية التي قال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم: "وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ الآية " الأعراف

=================================

2

ورد ذِكرها في قوله تعالى : " فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ " سورة الأعراف

** وملخص ذكره 

هي أيضا تذكر بقصة القرية التي كانت من بني اسرائيل والتي تمادت في صيد يوم السبت الذي حرّم الله فيه ذلك ، وجعلهم الله قِردة عقوبة لتماديهم في المعصية

(*) ورد عند الطبري

القول في تأويل قوله :" فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ "

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: فلما تمرَّدوا، فيما نُهوا عنه من اعتدائهم في السبت, واستحلالهم ما حرَّم الله عليهم من صيد السمك وأكله، وتمادوا فيه ، " قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ "، أي: بُعَداء من الخير

=================================

3 

ورد ذِكرها في قوله تعالى : قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ  مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ  أُولَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ  " سورة المائدة

** وملخص ذكره 

أنه عندما نقم اليهود  على المسلمين لإيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وقالوا لهم  " والله ما نعلم أهل دين أقل حظا في الدنيا والآخرة منكم ولا دِيناً شَرّا مِن دِينكم " فجاء الرَّد في الآية الكريمة لبيان غضب الله على الذين نقموا على المسلمين لإيمانهم بمحمد  وذكَّرهم بأسلافهم الذين غضب الله عليهم في القرية التي كانت حاضرة البحر وعصت الله ، فمسخهم قِردة

(*) ورد عند التفسير الكبير 

 وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ "، قال أهل التفسير : عنى بالقردة أصحاب السبت ، وبالخنازير كفار مائدة عيسى ، وروي أيضا أن المسخين كانا في أصحاب السبت ، لأن شبانهم مسخوا قردة ، ومشايخهم مسخوا خنازير 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق