<title>الحمير في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم ~ أسباب نزول آيات القرآن

الخميس، 7 أبريل 2022

الحمير في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم

ورد ذِكر الحَمير في القرآن الكريم في ثلاث مرات بصيغة الجمع ومرتين بصيغة المفرد


1 

 وردت بصيغة الجمع في سورة النحل في قوله تعالى : " وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ " 

** وملخص ذكرها 

أن الله خلقها وسخَّرها مع باقي الدواب المُسخَّرة لخدمة صاحبها في الركوب وحمل أمتعته والزينة 

(*) ورد عند الطبري

يقول تعالى ذكره: وخلق الخيل والبغال والحمير لكم أيضا لتركبوها وزينة : يقول: وجعلها لكم زينة تتزينون بها مع المنافع التي فيها لكم، للركوب وغير ذلك

=================================

2

وردت بصيغة الجمع في سورة لقمان في قوله تعالى " إنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ " 

** وملخص ذكرها 

تشبيه الأصوات العالية في المخاطبة بصوت الحمير حيث المراد التأدب في الحديث و عند مخاطبة الآخرين

(*) ورد في تفسير القرطبي

" إنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ "  أي أقبحها وأوحشها 

* والحمار مَثَل في الذم البليغ والشتيمة ، وكذلك نهاقه ; ومن استفحاشهم لذِكرِه مُجردا أنهم يكنون عنه ويرغبون عن التصريح فيقولون : الطويل الأذنين ; كما يكنى عن الأشياء المستقذرة . وقد عد في مساوئ الآداب أن يجري ذكر الحمار في مجلس قوم من أولي المروءة . ومن العرب من لا يركب الحمار استنكافا وإن بلغت منه الرجلة . وكان عليه الصلاة والسلام يركبه تواضعا وتذللا لله تبارك وتعالى .

* في الآية دليل على تعريف قبح رفع الصوت في المخاطبة والملاحاة بقبح أصوات الحمير ; لأنها عالية . وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا "

(*) ورد في زاد المسير

* قال المبرد : تأويله : أن الجهر بالصوت ليس بمحمود، وأنه داخل في باب الصوت المنكر . 

* وقال ابن قتيبة : عَرَّفه قُبح رفع الأصوات في المخاطبة والملاحاة بقُبح أصوات الحمير، لأنها عالية . 

* قال ابن زيد: لو كان رفع الصوت خيرا، ما جعله الله للحمير .

* وقال سفيان الثوري: صياح كل شيء تسبيح لله عز وجل، إلا الحمار، فإنه ينهق بلا فائدة 

=================================

3 

وردت بصيغة الجمع في سورة المدثر ولكن في نوع خاص من الحمير وهو   الحُمُر الوحشية في قوله تعالى : "  فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ "

** وملخص ذكرها 
تشبيه الكفار الذين يفرون من سماع النبي محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الحق بالحُمُر التي تهرب مذعورة  عندما ترى ما يخيفها

(*) ورد في تفسير القرطبي
" كَأَنَّهُمْ" أي كأن هؤلاء الكفار في فرارهم من محمد  صلى الله عليه وسلم  حُمُر مستنفرة 
" كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ " قال ابن عباس : أراد الحُمُر الوحشية
(*) ورد في زاد المسير
"  فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ" : عني: كفار قريش حين نفروا من القرآن والتذكير بمواعظه . والمعنى: لا شيء لهم في الآخرة إذ أعرضوا عن القرآن فلم يؤمنوا به، ثم شبههم في نفورهم عنه بالحمر، فقال تعالى: " كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ "

=================================

4

وردت بصيغة المفرد في سورة الجمعة في قوله تعالى : مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا  بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ  وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "

** وملخص ذكره 

كانت اليهود لديهم صفات محمد صلى الله عليه وسلم وعلامات نبوته كاملة في التوراة التي يحملوها ومع ذلك لم يؤمنوا به ، فلا فائدة من حملهم الكتاب طالما أنهم لم يفقهوا مافيه ، فشبههم بالحمار الذي يحمل فوق ظهره كُتُباً ولكنه لا يدري إن كانت كُتُبا أم غيرها فهو لا يفقه فيما يحمله شيئا

(*) ورد في زاد المسير

ضرب لليهود الذين تركوا العمل بالتوراة مَثَلا، فقال تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ " أي: كُلِّفوا العمل بما فيها 

 "ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا" أي: لم يعملوا بموجبها، ولم يؤدوا حقها  " كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا" وهي جمع سفر . والسفر: الكتاب، فشبههم بالحمار لا يعقل ما يحمل، إذ لم ينتفعوا بما في التوراة ، وهي دالة على الإيمان بمحمد 

[وهذا المثل يلحق من لم يعمل بالقرآن ولم يفهم معانيه بئس مثل القوم ذم مثلهم، والمراد ذمهم، واليهود كذبوا بالقرآن وبالتوراة حين لم يؤمنوا بمحمد]

=================================

5

وردت بصيغة المفرد  في سورة البقرة في قوله تعالى : أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا  فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ  قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ  قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ  وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا  فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " 

** وملخص ذكره 

مرّ أحد أنبياء الله على قرية خاوية فقال أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا "   فأماته الله مائة عام ثم بعثه وشعر أنه انم يوما أو بعض يوم حيث وجد طعامه وشرابه كما كان فقيل له أنه لبث مائة عام وطُلِب منه أن يرى ماحوله ليشهد معجزة الله في خلقه ،حيث كان حمار هذا النبي قد تحللت جثته ولم يبق سوى عظامه "وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا" 

فشهد بنفسه ماكان يتساءل عنه منذ مائة عام وشهد قدرة خالقه سبحانه وتعالى في إعادة إحياء حماره فقال " أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " 

* قيل أنه نبي الله العزير والبعض قال أنه نبي الله إرمياء

(*) ورد في تفسير القرطبي

قال سليمان بن بريدة وناجية بن كعب وقتادة وابن عباس والربيع وعكرمة والضحاك : الذي مر على القرية هو عزير . وقال وهب بن منبه وعبد الله بن عبيد بن عمير وعبد الله بن بكر بن مضر : هو إرمياء وكان نبيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق