ورد ذِكر الذئب في سورة يوسف ثلاث مرات لنفس القصة
على لسان سيدنا يعقوب في قوله تعالى : " وَأَخَافُ أن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ " سورة يوسف
وعلى لسان إخوة يوسف في قوله تعالى : " قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ " سورة يوسف
وعلى لسان إخوة يوسف مرة ثانية في قوله تعالى : " قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ " سورة يوسف
** وملخص ذكره
تمكنت الغيرة من قلوب إخوة يوسف عليه السلام فأجمعوا على أن يتخلصوا منه حتى يستحوذوا على حُب أبيهم ، وبدأوا في تنفيذ مخططهم ، فطلبوا من أبيهم أن يأخذوا معهم يوسف ليلعب ، فرد عليهم نبي الله يعقوب أنه يخشى عليه أن يأكله الذئب ، فكان ردهم " قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ " ، وبالفعل أخذوه ، ولم يقتلوه ، ولكنهم ألقوه في البئر "قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ"
وعادوا إلى أبيهم يبكون ليقنعوه بأن الذئب قد أكل يوسف
(*) ورد عند القرطبي
" وَأَخَافُ أن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ " وذلك أنه رأى في منامه أن الذئب شد على يوسف ، فلذلك خافه عليه ; قاله الكلبي .
وقيل : إنه رأى في منامه كأنه على ذروة جبل ، وكأن يوسف في بطن الوادي ، فإذا عشرة من الذئاب قد احتوشته تريد أكله ، فدرأ عنه واحد ، ثم انشقت الأرض فتوارى يوسف فيها ثلاثة أيام ; فكانت العشرة إخوته ، لما تمالئوا على قتله ، والذي دافع عنه أخوه الأكبر يهوذا ، وتواريه في الأرض هو مقامه في الجب ثلاثة أيام .
وقيل : إنما قال ذلك لخوفه منهم عليه ، وإنه أرادهم بالذئب ; فخوفه إنما كان من قتلهم له ، فكنى عنهم بالذئب مساترة لهم ; قال ابن عباس : فسماهم ذئابا .
وقيل : ما خافهم عليه ، ولو خافهم لما أرسله معهم ، وإنما خاف الذئب ; لأنه أغلب ما يخاف في الصحاري
* قوله تعالى : " قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ "
أي إذا كنا لا نقدر على دفع الذئب عن أخينا فنحن أعجز أن ندفعه عن أغنامنا
* قوله تعالى : وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا " أي عند ثيابنا وأقمشتنا حارسا لها .
" فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ " وذلك أنهم لما سمعوا أباهم يقول : " وَأَخَافُ أن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ" أخذوا ذلك من فِيهِ فتحرموا به ; لأنه كان أظهر المخاوف عليه .
" وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا " أي بمصدق .
" وَلَوْ كُنَّا " أي وإن كنا ; قاله المبرد وابن إسحاق . "صَادِقِينَ " في قولنا ; ولم يصدقهم يعقوب لما ظهر له منهم من قوة التُّهمة وكثرة الأدلة على خلاف ما قالوه على ما يأتي بيانه .
وقيل : " وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ " أي ولو كنا عندك من أهل الثقة والصدق ما صدَّقتنا ، ولاتّهَمْتَنا في هذه القضية ، لشدة محبتك في يوسف ; قال معناه الطبري والزجاج وغيرهما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق