<title>الكلب في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم ~ أسباب نزول آيات القرآن

الاثنين، 11 أبريل 2022

الكلب في القرآن الكريم ... دواب وأنعام ذُكِرَت في القرآن الكريم

ورد ذكر الكلب  مرتين لفظا بالقرآن الكريم والمرة الثالثة ضمن مصطلح يدل على إحدى مهامه كوسيلة صيد 


1 
ورد ذكره  في قوله تعالى" وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "سورة الأعراف

** وملخص ذكره : 

* أنه تشبيه لرجل يسمى بلعام وكان مؤمناً و مستجاب الدعوة ولكنه ارتد عن إيمانه، حيث طلب منه قومه الدعاء على موسى وبني اسرائيل عندما قدم موسى نحو بلادهم 

فظل يرفض طلبهم لأنه يعلم نبوة موسى ولكنه في النهاية استجاب لطلبهم وانسلخ من إيمانه ، فأمكر لبني اسرائيل و قال إن وقعوا في الزنا سيهلكهم الله ، فساهم في إرسال نساء قومه إلى قوم موسى وبالفعل وقعوا في الخطيئة فأرسل الله عليهم داء الطاعون فأهلك الآلاف من بني اسرائيل

(*) ورد في تفسير القرطبي

*  قوله تعالى وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا" يريد بلعام

* وَاتَّبَعَ هَوَاهُ"  أي ما زين له الشيطان . وقيل : كان هواه مع الكفار . وقيل : اتبع رضا زوجته ، وكانت رغبت في أموال حتى حملته على الدعاء على موسى 

* " فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ" :أي فمثله كمثل الكلب لاهثا . والمعنى : أنه على شيء واحد لا يرعوي عن المعصية ; كمثل الكلب الذي هذه حالته . فالمعنى : أنه لاهث على كل حال ، طردته أو لم تطرده

* قال القتيبي : كل شيء يلهث فإنما يلهث من إعياء أو عطش ، إلا الكلب فإنه يلهث في حال الكلال وحال الراحة وحال المرض وحال الصحة وحال الري وحال العطش . فضربه الله مثلا لمن كذّب بآياته فقال : إن وعظته ضل وإن تركته ضل ; فهو كالكلب إن تركته لهث وإن طردته لهث

(*) ورد في تفسير ابن كثير

قوله تعالى : " فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ " 

اختلف المفسرون في معناه :

فأما على سياق ابن إسحاق ، عن سالم بن أبي النضر : أن بلعام اندلع لسانه على صدره - فتشبيهه بالكلب في لهثه في كلتا حالتيه إن زجر وإن ترك . 

وقيل : معناه : فصار مثله في ضلاله واستمراره فيه ، وعدم انتفاعه بالدعاء إلى الإيمان وعدم الدعاء ، كالكلب في لهثه في حالتيه ، إن حملت عليه وإن تركته ، هو يلهث في الحالين ، فكذلك هذا لا ينتفع بالموعظة والدعوة إلى الإيمان ولا عدمه

====================================

2 
 وورد ذكره  في قوله تعالى : وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ  وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا " ... سورة الكهف

** وملخص ذكره : 

 أنه كان كلباً مصاحبا لأصحاب الكهف ، فرغم الخلاف على عددهم والخلاف على من هو صاحب الكلب ، إلا أنه في كل الأحوال وجود الكلب وهو باسط ذراعيه على بابهم مثبت في الآية وكأنه مكلف بحراستهم ، وقد جرى عليه ماجرى على أصحاب الكهف  

(*) ورد في تفسير القرطبي

* أكثر المفسرين على أنه كلب حقيقة ، وكان لصيد أحدهم أو لزرعه أو غنمه ; على ما قال مقاتل .

* واختلف في لونه اختلافا كثيرا ، ذكره الثعلبي . تحصيله : أي لون ذكرت أصبت 

* واختلف أيضا في اسمه :

 فعن علي : ريان   

 ابن عباس : قطمير 

 الأوزاعي : مشير 

 عبد الله بن سلام : بسيط 

 كعب : صهيا 

 وهب : نقيا 

 وقيل قطمير ; ذكره الثعلبي 

* قال ابن عباس : هربوا ليلا ، وكانوا سبعة فمروا براع معه كلب فاتبعهم على دينهم . 

* وقال كعب : مروا بكلب فنبح لهم فطردوه فعاد فطردوه مرارا ، فقام الكلب على رجليه ورفع يديه إلى السماء كهيئة الداعي ، فنطق فقال : لا تخافوا مني أنا أحب أحباء الله - تعالى - فناموا حتى أحرسكم  

(*) ورد عند ابن كثير

* ربض كلبهم على الباب كما جرت به عادة الكلاب .

قال ابن جريج يحرس عليهم الباب . وهذا من سجيته وطبيعته ، حيث يربض ببابهم كأنه يحرسهم 

* وشملت كلبهم بركتهم ، فأصابه ما أصابهم من النوم على تلك الحال .

* وقد قيل : إنه كان كلب صيد لأحدهم ، وهو الأشبه . وقيل : كان كلب طباخ الملك ، وقد كان وافقهم على الدين فصحبه كلبه فالله أعلم

====================================

3 
 وورد ذكره ضمن مصطلح يدل على إحدى مهامه كوسيلة صيد  في قوله تعالى : يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ  فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ " ... سورة المائدة

** وملخص ذكره :

أن الصحابة سألوا النبي عن الصيد بالكلاب الذين دربوهم على صيد الفريسة فربما لم يلحقوا الفريسة حية ، فنزلت الآية لتبيح لهم الله لحم الصيد 

(*) ورد عند القرطبي

الآية نزلت بسبب عدي بن حاتم وزيد بن مهلهل وهو زيد الخيل الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير ; قالا : يا رسول الله إنا قوم نصيد بالكلاب والبزاة ، وإن الكلاب تأخذ البقر والحُمر والظباء فمنه ما ندرك ذكاته ، ومنه ما تقتله فلا ندرك ذكاته ، وقد حرم الله الميتة فماذا يحل لنا ؟ فنزلت الآية

* قال الضحاك والسدي : وما علمتم من الجوارح مكلبين هي الكلاب خاصة 

(*) ورد عند ابن كثير

قوله تعالى : " وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ " أي : أحل لكم الذبائح التي ذكر اسم الله عليها والطيبات من الرزق ، وأحل لكم ما اصطدتموه بالجوارح ، وهي من الكلاب والفهود والصقور وأشباه ذلك ، كما هو مذهب الجمهور من الصحابة والتابعين والأئمة ، وممن قال ذلك : علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : " وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ " وهن الكلاب المعلَّمَة ، والبازي ، وكل طير يعلم للصيد . والجوارح : يعني الكلاب الضواري والفهود والصقور وأشباهها 

(*) ورد عند الطبري

*  عن القعقاع بن حكيم عن سلمى أم رافع عن أبي رافع  قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن عليه ، فأذن له  فقال : " قد أذنا لك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، قال : " أجل , ولكنا لا ندخل بيتا فيه كلب "  ، قال أبو رافع : فأمرني أن أقتل كل كلب بالمدينة ، فقتلت حتى انتهيت إلى امرأة عندها كلب ينبح عليها ، فتركته رحمة لها ، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته  فأمرني ، فرجعت إلى الكلب فقتلته ، فجاءوا فقالوا : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما يحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها ؟ قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأنزل الله : يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ "

* اختلف أهل التأويل في الجوارح التي عنى الله بقوله : " وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ " 

* فقال بعضهم هو كل ما علم الصيد فتعلمه من بهيمة أو طائر

عن إسماعيل بن مسلم , عن الحسن في قوله : " وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ " قال : كل ما علم فصاد : من كلب , أو صقر , أو فهد , أو غيره

* وقال آخرون : إنما عنى الله جل ثناؤه بقوله : " وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ " الكلاب دون غيرها من السباع 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق