<title>سورة البروج وفضلها ~ أسباب نزول آيات القرآن

الاثنين، 6 يوليو 2020

سورة البروج وفضلها


** سورة البروج  هي:
(*) السورة الخامسة و الثمانون في ترتيب المصحف الشريف
(*)  مكية باتفاق
(*) عدد آياتها 22  آية 
(*) نزلت سورة البروج بعد سورة الشمس
(*) سُميت سورة "   البروج  " لورود اللفظ في أول السورة في قوله تعالى وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ "
* و سُميت سورة " وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ  " نسبة إلى آيتها الافتتاحية "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ "
(*) قوله تعالى :"وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ"
قسم أقسم الله به جل وعز 
وفي "البروج" أقوال أربعة :
 أحدها : ذات النجوم ؛ قاله الحسن وقتادة ومجاهد والضحاك. 
الثاني : القصور ، قال ابن عباس وعكرمة ومجاهد أيضا. قال عكرمة : هي قصور في السماء. مجاهد : البروج فيها الحرس. 
الثالث : ذات الخلق الحسن ؛ قال المنهال بن عمرو. 
الرابع : ذات المنازل ؛ قال أبو عبيدة ويحيى بن سلام. 
وهي اثنا عشر برجا ، وهي منازل الكواكب والشمس والقمر. يسير القمر في كل برج منها يومين وثلت يوم ؛ فذلك ثمانية وعشرون يوما ، ثم يستسر ليلتين ؛ وتسير الشمس في كل برج منها شهرا. وهي : الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس والجدي ، والدلو ، والحوت. والبروج في كلام العرب : القصور ؛ قال الله تعالى ؛ "وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ" ... تفسير القرطبي
(*) [هذه السورة نزلت في تثبيت المؤمنين، وتصبيرهم على أذى المشركين، وتذكيرهم بما جرى على من تقدمهم من التعذيب على الإيمان حتى يقتدوا بهم، فيعلموا أنَّ كفارهم عند الله  تعالى  بمنزلة الأمم السابقة ] .. ورد في تفسير اللباب في علوم الكتاب
** فضل سورة البروج
(*) عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : أنَّ رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم كانَ يقرأُ في الظُّهرِ والعصرِ بِ "والسَّماءِ والطَّارقِ" ، "والسَّماءِ ذاتِ البُرُوجِ" ونحوَهما منَ السُّورِ ... صحيح أبي داود للألباني
(*) عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : كان مُعاذٌ يُصلِّي مع رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم ثمَّ يرجِعُ إلى قومِه فيُصلِّي بهم فأخَّر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم الصَّلاةَ ذاتَ ليلةٍ فرجَع مُعاذٌ فأمَّهم فقرَأ بسُورةِ البقرةِ ، فلمَّا رأى ذلكَ رجُلٌ مِن القومِ انحرَف إلى ناحيةِ المسجِدِ فصلَّى وحدَه ، فقالوا : نافَقْتُ قال : لا ولَآتِيَنَّ رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم فلَأُخبِرَنَّه ، فأتى النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال : إنَّ مُعاذًا يُصلِّي معكَ ثمَّ يرجِعُ فيؤُمُّنا وإنَّكَ أخَّرْتَ الصَّلاةَ البارحةَ فجاء فأمَّنا فقرَأ بسُورةِ البقرةِ وإنِّي تأخَّرْتُ عنه فصلَّيْتُ وحدي يا رسولَ اللهِ وإنَّا نحنُ أصحابُ نواضِحَ وإنَّا نعمَلُ بأيدينا فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : " يا مُعاذُ أفتَّانٌ أنتَ ؟ اقرَأْ بهم سُورةَ : " وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى " و" سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى " " وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ " " ... تخريج صحيح ابن حبان  لشعيب الأرناؤوط
(*) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم : اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ، واليومُ المشهودُ يومُ عرفةَ، والشَّاهدُ يومُ الجمعةِ، قال وما طلَعتِ الشَّمسُ ولاَ غرَبَت على يومٍ أفضلَ منهُ، فيهِ ساعةٌ لاَ يوافِقُها عبدٌ مؤمنٌ يَدعو اللَّهَ بخيرٍ إلَّا استجابَ اللَّهُ لَهُ، ولاَ يستعيذُ من شيءٍ إلَّا أعاذَهُ اللَّهُ منهُ " ... صحيح الترمذي للألباني
(*) عن صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه عن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : " كانَ مَلِكٌ فِيمَن كانَ قَبْلَكُم، وكان له سَاحِر، فَلَمَّا كَبِرَ، قال للمَلِك: إنِّي قد كَبِرْتُ، فابعَثْ إلَيَّ غُلَامًا أُعَلِّمهُ السِّحرَ، فبَعَث إلَيْه غُلَامًا يُعَلِّمُه، فكانَ في طَرِيقِه ، إذَا سَلَكَ رَاهِب فقَعَد إلَيْه وسَمِع كَلَامَه ، فأعجَبَهُ فكان إذَا أَتَى السَّاحِر مَرَّ بالرَّاهِب وقَعَدَ إلَيْه، فإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ، فشَكَا ذلك إلى الرَّاهِبِ، فَقالَ: إذَا خَشِيتَ السَّاحِرَ، فَقُلْ: حَبَسَني أَهْلِي، وإذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فقُلْ: حَبَسَنِي السَّاحِر، فَبيْنَما هو كَذلك إذْ أَتَى علَى دَابَّة عَظِيمَة قدْ حَبَسَتِ النَّاس ، فقال: اليومَ أَعْلَمُ آلسَّاحِر أَفْضَلُ أَمِ الرَّاهِب أَفْضَلُ؟ ، فأخَذَ حَجَرًا، فقال: اللَّهُمَّ إنْ كانَ أَمْرُ الرَّاهِب أَحَبَّ إلَيْكَ مِن أَمْر السَّاحِر فاقْتُل هذِه الدَّابَّةَ، حتَّى يَمْضِي النَّاس، فرَمَاها فقَتَلَها، ومَضَى النَّاس، فأتَى الرَّاهِب فأخْبَرَه ، فقال له الرَّاهِبُ: أَيْ بُنَيَّ أَنْتَ اليوم أفْضَلُ مِنِّي، قد بَلَغ مِن أَمْرِكَ ما أَرَى، وإنَّكَ سَتُبْتَلَى، فَإِنِ ابْتُلِيتَ فلا تَدُلَّ عَلَيَّ، وكان الغُلَام يُبْرِئُ الأكْمَهَ والأبْرَص، ويُدَاوِي النَّاس مِن سَائِر الأدْوَاء، فسَمِع جَلِيس للمَلِكِ كان قدْ عَمِيَ ، فأتَاهُ بهَدَايَا كَثِيرَة، فقال: ما هَاهُنَا لكَ أَجْمَع، إنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي، فقال: إنِّي لا أَشْفِي أَحَدًا إنَّما يَشْفِي اللَّه ، فإنْ أَنْتَ آمَنْتَ باللَّه دَعَوْتُ اللَّه فشَفَاكَ، فآمَنَ باللَّه فشَفَاهُ اللَّه ، فأتَى المَلِكَ فَجَلَسَ إلَيْهِ كما كانَ يَجْلِسُ، فقال له المَلِكُ: مَن رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟ قال: رَبِّي، قال: ولَكَ رَبٌّ غيرِي؟ قالَ: رَبِّي ورَبُّكَ اللَّهُ، فأخَذَهُ فلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُه حتَّى دَلَّ علَى الغُلَام، فجِيءَ بالغُلَام ، فقال له المَلِكُ: أَيْ بُنَيَّ قدْ بَلَغَ مِن سِحْرِكَ ما تُبْرئُ الأكْمَه وَالأبْرَص، وتَفْعَل وتَفْعَل، فقال: إنِّي لا أَشْفِي أَحَدًا، إنَّما يَشْفِي اللَّه، فأخَذَهُ فلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حتَّى دَلَّ علَى الرَّاهِب ، فجِيءَ بالرَّاهِبِ، فقِيلَ له: ارْجِعْ عن دِينِكَ، فأبَى، فدَعَا بالمِئْشَار، فوَضَع المِئْشَار في مَفْرِق رَأْسِه، فشَقَّهُ حتَّى وَقَع شِقَّاهُ، ثُمَّ جِيءَ بجَلِيسِ المَلِك فقِيل له: ارْجِع عن دِينِك، فأبَى فوَضَع المِئْشَار في مَفْرِق رَأْسِه ، فشَقَّهُ به حتَّى وَقَع شِقَّاهُ، ثُمَّ جِيءَ بالغُلَام فقِيل له ارْجِع عن دِينِكَ، فأبَى فدَفَعَهُ إلى نَفَرٍ مِن أَصحَابه، فقال: اذهَبُوا به إلى جَبَل كذا وكذا، فاصعَدُوا به الجَبل، فإِذا بَلَغْتُم ذُرْوَتَه، فإنْ رَجَع عن دِينِه، وإلَّا فاطرَحُوه، فذهَبُوا به فصَعِدُوا به الجبَل، فقال: اللّهُمّ اكْفِنِيهم بما شِئْتَ، فرَجَف بهِم الجبَل فسَقَطُوا، وجَاء يَمشِي إلى المَلِك، فقال له المَلِك: ما فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قال: كَفَانِيهم اللَّه، فدَفَعَه إلى نَفَر مِن أصحَابه، فقال: اذهَبُوا به فاحْمِلُوهُ في قُرْقُور، فَتَوَسَّطُوا به البَحْر، فإنْ رَجَع عن دِينِه وإلَّا فاقْذِفُوه، فذَهَبُوا به، فقال: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهم بما شِئْتَ، فانْكَفَأَتْ بهِمِ السّفِينة فغرِقُوا، وجاء يَمشِي إلى المَلِك، فقال له المَلِك: ما فَعَل أصحَابُك؟ ، قال: كَفَانِيهم اللَّه، فقال للمَلِكِ: إنّكَ لَسْتَ بقاتِلِي حتَّى تَفْعَل ما آمُرُك به، قال: وما هُوَ؟ قال: تَجمَعُ النَّاس في صَعِيد واحِدٍ، وتَصلُبُنِي علَى جِذْع، ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِن كنَانَتِي، ثُمَّ ضَعِ السَّهم في كَبِد القَوْس، ثُمَّ قُلْ: باسمِ الله رَبّ الغُلَام، ثُمَّ ارْمِنِي، فإنّكَ إذا فعَلْتَ ذلكَ قَتَلْتَنِي، فجَمع النَّاس في صَعِيدٍ وَاحِد، وَصَلَبَهُ علَى جِذْع، ثُمَّ أخَذَ سَهْمًا مِن كِنَانَته، ثُمَّ وَضَع السَّهْم في كَبْد القَوْس، ثُمَّ قال: باسْمِ اللهِ، رَبِّ الغُلَامِ، ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ في صُدْغه، فوَضَع يَدَهُ في صُدْغه في مَوْضِعِ السَّهْم فمَات، فقال النَّاس: آمَنَّا برَبّ الغُلام، آمَنَّا برَبّ الغُلَام ، آمَنَّا برَبّ الغُلام، فأُتِيَ المَلِكُ فقِيل له: أرَأَيْت ما كُنْتَ تَحْذَر؟ قدْ واللَّهِ نَزَلَ بكَ حَذَرُك، قد آمَن النَّاس، فأمَر بالأُخْدُود في أَفْوَاه السِّكَك، فخُدَّتْ وأَضرَمَ النِّيران، وقال: مَن لَمْ يَرْجِع عن دِينِه فأحْمُوه فيها، أَوْ قيل له: اقْتَحِم، ففعَلُوا حتَّى جاءَتِ امرأَة وَمعها صَبِيٌّ لها فتقَاعَسَت أَنْ تَقَع فِيها، فقال لها الغُلَام: يا أُمَّهْ، اصْبِرِي فإنَّكِ علَى الحَقِّ" ... رواه مسلم
(*)  سورة " البروج "  من المُفَصَّل من سور القرآن الكريم
وعن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة :عن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال :أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ ، ومكانَ الزَّبورِ المئين ، ومكانَ الإنجيلِ المثانيَ ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ " ... السلسلة الصحيحة 
* و عن أبي وائل قال : جاء رَجُل إلى ابن مسعود، فقال: قَرأتُ المُفَصَّل اللَّيلة في ركْعة ، فقال: هذًّا كَهَذِّ الشِّعْر، لقَد عَرَفْتُ النّظَائر الّتي كان النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم يَقرُن بيْنهُنّ ، فذَكَر عشرين سُورة مِن المُفَصَّل، سُورتيْن في كُلّ ركْعة ... رواه البخاري
* وقد أورد الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري لشرح صحيح البخاري :
قوله " قَرأتُ المُفَصَّل " : تقدم أنه من  ق  إلى آخر القرآن على الصحيح ، وسُمِّيَ مفصَّلا لكثرة الفصل بين سُورِه بالبسملة على الصحيح

** أسباب نزول آيات سورة البروج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق