<title>سورة نوح وفضلها ~ أسباب نزول آيات القرآن

الاثنين، 9 ديسمبر 2019

سورة نوح وفضلها


** سورة نوح هي
(*) السورة الحادية والسبعون في ترتيب المصحف الشريف
(*)  مكية باتفاق.
(*) عدد آياتها   28 آية 
(*) نزلت سورة  نوح بعد سورة النحل
(*) سُميت سورة " نوح " لذكر نبي الله نوح في أول آية للسورة في قوله تعالى " إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
* وسُميت أيضا سورة " إنَّا أرسَلنا نُوحاً " لإستفتاح السورة بتلك الجملة 
(*) لم يرد سبب مباشر في نزول السورة عند الأئمة ، غير أن الله تعالى ذكر قصة نوح وقومه معه ، حيث كانوا عُبَّاد أصنام وأشد تَمَرُّدا من مشركي مكة ، فأخذهم الله أخذ استئصال من على وجه الأرض ، فجاءت قصة نوح المفصلة في السورة ، تحذيرا من الله تعالى لقريش أن يصيبهم عذاب يستأصلهم إن لم يؤمنوا مثلهم ، بالإضافة أن قصص الأنبياء عامة تكون تَسْرِيةً عن النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيتاً له 
** فضل سورة نوح
(*)  سورة " نوح"  من المُفَصَّل من سور القرآن الكريم
وعن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة :عن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال :أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ ، ومكانَ الزَّبورِ المئين ، ومكانَ الإنجيلِ المثانيَ ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ " ... السلسلة الصحيحة 
* و عن أبي وائل قال : جاء رَجُل إلى ابن مسعود، فقال: قَرأتُ المُفَصَّل اللَّيلة في ركْعة ، فقال: هذًّا كَهَذِّ الشِّعْر، لقَد عَرَفْتُ النّظَائر الّتي كان النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم يَقرُن بيْنهُنّ ، فذَكَر عشرين سُورة مِن المُفَصَّل، سُورتيْن في كُلّ ركْعة ... رواه البخاري
* وقد أورد الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري لشرح صحيح البخاري :
قوله " قَرأتُ المُفَصَّل " : تقدم أنه من  ق  إلى آخر القرآن على الصحيح ، وسُمِّيَ مفصَّلا لكثرة الفصل بين سُورِه بالبسملة على الصحيح
** أحاديث صحيحة عن نبي الله نوح
(*) أرسل الله نبيه نوحا عليه السلام لأهل الأرض فمكث فيهم مايقرب من الألف سنة فدعا عليهم " رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً " فأهلكهم الله الكافرين جميعا بالطوفان 
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : " أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ ، وبيدي لِواءُ الحمدِ ولا فخرَ ، وما مِن نبيٍّ يَومئذٍ آدمَ فمَن سِواهُ إلَّا تحتَ لِوائي ، وأَنا أوَّلُ مَن ينشقُّ عنهُ الأرضُ ولا فخرَ ، قالَ : فيفزعُ النَّاسُ ثلاثَ فزعاتٍ ، فَيأتونَ آدمَ ، فيقولونَ : أنتَ أبونا آدمُ فاشفَع لَنا إلى ربِّكَ ، فيقولُ : إنِّي أذنبتُ ذنبًا أُهْبِطتُ منهُ إلى الأرضِ ولَكِن ائتوا نوحًا ، فيأتونَ نوحًا ، فيقولُ : إنِّي دَعَوتُ علَى أهْلِ الأرضِ دَعوةً فأُهْلِكوا ، ولَكِن اذهبوا إلى إبراهيمَ ... إلى آخر الحديث " ... صحيح الترمذي للألباني
(*) في قول الله تعالىلا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرا " ، ورد أسماء أصناماً عبدوها من دون الله حيث أوضحها ابن عباس :
عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عبّاس رضي اللَّه عنهما، صَارَت الأوْثَان الَّتي كَانت في قَوْم نُوح في العَرَب بَعد أمَّا ودٌّ كَانت لكَلْب بدَوْمَة الجَنْدَل، وأَمَّا سُوَاعٌ كَانت لهُذَيْل، وأَمَّا يَغُوث فكَانت لمُرَادٍ، ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بالجَوْف، عند سَبَإٍ، وأَمَّا يَعُوقُ فكَانت لِهَمْدَان، وأَمّا نَسْرٌ فكَانت لِحِمْيَرَ لِآلِ ذِي الكَلَاعِ، أسْمَاء رِجَال صالِحين مِن قَوم نُوح، فلمَّا هَلَكُوا أوْحَى الشّيْطان إلى قوْمِهِم، أنِ انْصِبُوا إلى مَجَالِسِهم الَّتي كَانُوا يَجلِسون أنصابًا وسَمُّوها بأَسْمَائِهم، ففَعَلُوا، فلَمْ تُعْبَد، حتَّى إذا هَلَكَ أُولئك وتَنَسَّخ العِلم عُبِدَتْ ... رواه البخاري 
(*) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال :يَجِيء نُوحٌ وأُمَّتُهُ، فيَقولُ اللَّهُ تَعالى، هلْ بَلَّغْتَ؟ ، فيَقولُ نَعَمْ أيْ رَبِّ، فيَقولُ لِأُمَّتِهِ: هلْ بَلَّغَكُمْ؟ ، فيَقولونَ لا ما جاءَنا مِن نَبِيٍّ، فيَقولُ لِنُوحٍ: مَن يَشْهَدُ لَكَ؟ فيَقولُ: مُحَمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم وأُمَّتُهُ، فنَشْهَدُ أنَّه قدْ بَلَّغَ، وهو قَوْله جلّ ذِكْرُه: "وَكَذلكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وسَطًا لِتَكُونُوا شُهَداءَ علَى النَّاسِ"البقرة  ، والوسَطُ العَدْلُ "... رواه البخاري 
(*) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:" أَلا أُحَدِّثُكم حَدِيثًا عَن الدَّجَّال، ما حَدَّثَ به نَبِيٌّ قَوْمَهُ: إنَّه أعْوَر، وإنَّه يَجِيءُ معهُ بمِثال الجَنَّة والنَّار، فالَّتي يقولُ إنَّها الجَنَّة هي النَّارُ، وإنِّي أُنْذِرُكُمْ كما أنْذَرَ به نُوحٌ قَوْمَهُ " ... رواه البخاري
(*) عن عكرمة مولى ابن عباس عن  ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان بين نوحٍ وآدمَ عشرةُ قرونٍ كلُّهم على شريعةٍ من الحقِّ فاختلَفوا فبعث اللهُ النبيين مُبشِّرينَ ومُنذرِين ... السلسلة الصحيحة للألباني
(*) عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال :" إنَّ نبيَّ اللهِ نوحًا لما حضَرَتْه الوفاةُ قال لابنِه : إني قاصٌّ عليك الوصيَّةَ ، آمرُك باثنتَينِ و أنهاك عن اثنتَينِ ، آمرُك ب ( لاإله إلا اللهُ ) ، فإنَّ السمواتِ السبعَ و الأرَضينَ السبعَ لو وُضِعَتْ في كِفَّةٍ ، و وُضِعَتْ لا إلهَ إلا اللهُ في كِفَّةٍ ، رجَحَتْ بهنَّ لا إلهَ إلا اللهُ ، و لو أنَّ السمواتِ السبعَ و الأرَضَينَ السبعَ كُنَّ حَلْقةً مُبهَمةً قصَمَتْهنَّ لا إلهَ إلا اللهُ ، و سبحانَ اللهِ و بحمدِه فإنها صلاةُ كلِّ شيءٍ ، و بها يُرزَقُ الخلقُ ، و أنهاك عن الشركِ و الكِبرِ قال : قلتُ : أوْ قيل : يا رسولَ اللهِ هذا الشركُ قد عرفْناه فما الكِبْرُ ؟ - قال - : أن يكون لأَحدِنا نعْلانِ حسَنتانِ لهما شِراكانِ حسنانِ ؟ قال : لا قال : هو أن يكون لأحدِنا أصحابٌ يجلسون إليه ؟ قال : لا . قيل : يا رسولَ اللهِ فما الكِبْرُ ؟ قال : سَفَهُ الحقِّ و غَمْصُ الناسِ" ... السلسلة الصحيحة للألباني
(*) عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَومَ القِيامَةِ، فيَقولونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنا علَى رَبِّنا حتَّى يُرِيحَنا مِن مَكانِنا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فيَقولونَ: أنْتَ الذي خَلَقَكَ اللَّهُ بيَدِهِ، ونَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ، وأَمَرَ المَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، فاشْفَعْ لنا عِنْدَ رَبِّنا. فيَقولُ: لَسْتُ هُناكُمْ، ويَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ، ويقولُ: ائْتُوا نُوحًا، أوَّلَ رَسولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ، فَيَأْتُونَهُ فيَقولُ: لَسْتُ هُناكُمْ، ويَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ، ائْتُوا إبْراهِيمَ الذي اتَّخَذَهُ اللَّهُ خَلِيلًا، فَيَأْتُونَهُ فيَقولُ: لَسْتُ هُناكُمْ، ويَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ، ائْتُوا مُوسَى الذي كَلَّمَهُ اللَّهُ، فَيَأْتُونَهُ فيَقولُ: لَسْتُ هُناكُمْ، فَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ، ائْتُوا عِيسَى فَيَأْتُونَهُ، فيَقولُ: لَسْتُ هُناكُمْ، ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقَدْ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ وما تَأَخَّرَ، فَيَأْتُونِي، فأسْتَأْذِنُ علَى رَبِّي، فإذا رَأَيْتُهُ وقَعْتُ ساجِدًا، فَيَدَعُنِي ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُقالُ لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ: سَلْ تُعْطَهْ، وقُلْ يُسْمَعْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأرْفَعُ رَأْسِي، فأحْمَدُ رَبِّي بتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِي، ثُمَّ أشْفَعُ فَيَحُدُّ لي حَدًّا، ثُمَّ أُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ، وأُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ، ثُمَّ أعُودُ فأقَعُ ساجِدًا مِثْلَهُ في الثَّالِثَةِ، أوِ الرَّابِعَةِ، حتَّى ما بَقِيَ في النَّارِ إلَّا مَن حَبَسَهُ القُرْآنُ وكانَ قَتادَةُ، يقولُ عِنْدَ هذا: أيْ وجَبَ عليه الخُلُودُ." ... رواه البخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق