<title>النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ ... سورة الأحزاب ~ أسباب نزول آيات القرآن

الثلاثاء، 27 أغسطس 2019

النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ ... سورة الأحزاب


** ورد عند البغوي
قوله تعالى: " النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا "
(*) قوله تعالى: " النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ "
قيل : كان النبي  صلى الله عليه وسلم يخرج إلى الجهاد فيقول قوم : نذهب فنستأذن من آبائنا وأمهاتنا ، فنزلت الآية .
(*) قوله تعالى : " وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ " يعني : في الميراث
قال قتادة: كان المسلمون يتوارثون بالهجرة 
قال الكلبي : آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم  بين الناس ، فكان يؤاخي بين رجلين فإذا مات أحدهما ورثه الآخر دون عصبته ، حتى نزلت هذه الآية : " وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ " 
يعني ذوي القرابات ، بعضهم أولى بميراث بعض من أن يرث بالإيمان والهجرة ، فنسخت هذه الآية الموارثة بالمؤاخاة والهجرة وصارت بالقرابة .
** ورد في تفسير الماوردي
قوله تعالى: " النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا "
(*) قوله تعالى: " النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ "
كان سبب نزولها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد غزاة تبوك أمر الناس بالخروج فقال قوم منهم: نستأذن آباءنا وأمهاتنا فأنزل الله فيهم هذه الآية ، حكاه النقاش .
(*) قوله تعالى : " وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ "
فيه قولان :
أحدهما : أن هذا ناسخ للتوارث بالهجرة، حكى سعيد عن قتادة قال: كان نزل في الأنفال " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا " ، فتوارث المسلمون بالهجرة فكان لا يرث الأعرابي المسلم من قريبه المهاجر المسلم شيئا ثم نسخ ذلك في هذه السورة بقوله " وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ "
الثاني : أن ذلك ناسخ للتوارث بالحلف والمؤاخاة في الدين روى هشام بن عمرو عن أبيه عن الزبير بن العوام قال أنزل فينا خاصة معشر قريش والأنصار لما قدمنا المدينة قدمنا ولا أموال لنا فوجدنا الأنصار نعم الإخوان فآخيناهم فأورثونا وأورثناهم ، فآخى أبو بكر خارجة بن زيد وآخيت أنا كعب بن مالك ، فلما كان يوم أُحُد قتل كعب بن مالك فجئت فوجدت السلاح قد أثقله فوالله لقد مات ما ورثه غيري حتى أنزل الله هذه الآية ، فرجعنا إلى مواريثنا.
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : " وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ"
 قيل : إنه أراد بالمؤمنين الأنصار وبالمهاجرين قريشا وفيه قولان:
أحدهما أنه ناسخ للتوارث بالهجرة 
حكى سعيد عن قتادة قال : كان نزل في سورة الأنفال "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا " فتوارث المسلمون بالهجرة فكان لا يرث الأعرابي المسلم من قريبه المسلم المهاجر شيئا حتى يهاجر ثم نسخ ذلك في هذه السورة بقوله : " وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ " 
الثاني أن ذلك ناسخ للتوارث بالحلف والمؤاخاة في الدين 
روى هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير : "وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ" وذلك أنا معشر قريش لما قَدِمنا المدينة قَدِمنا ولا أموال لنا فوجدنا الأنصار نِعم الإخوان فآخيناهم فأورثونا وأورثناهم فآخى أبو بكر خارجة بن زيد وآخيت أنا كعب بن مالك فجئت فوجدت السلاح قد أثقله فوالله لقد مات عن الدنيا ما ورثه غيري حتى أنزل الله تعالى هذه الآية فرجعنا إلى موارثنا 
(*) وثبت عن عروة أن رسول الله   صلى الله عليه وسلم   آخى بين الزبير وبين كعب بن مالك فارتث كعب يوم أُحُد فجاء الزُّبير يقوده بزمام راحلته فلو مات يومئذ كعب عن الضح والريح لورثه الزبير فأنزل الله تعالى : "وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ " فبين الله تعالى أن القرابة أولى من الحلف فتركت الوراثة بالحلف وورثوا بالقرابة 
** ورد عند الطبري
قوله تعالى: " وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ "
(*) عن سعيد، عن قتادة "وأُولُوا الأرْحامِ بَعْضُهُمْ أوْلَى ببَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ المُؤْمِنِينَ والمُهاجِرِينَ"
 لبث المسلمون زمانا يتوارثون بالهجرة، والأعرابيّ المسلم لا يرث من المهاجرين شيئا، فأنزل الله هذه الآية، فخلط المؤمنين بعضهم ببعض، فصارت المواريث بالمِلل.

هناك تعليقان (2):

  1. ثمَّ يَقولُ: ((أنا أَولى بكلِّ مُؤمِنٍ مِن نَفسِه))، أي: أنا أَولى بهِ مِن نفسِه في رعايتِه وهِدايَتِه، ((مَن ترَكَ مالاً فلأَهلِه، ومَن ترَكَ دَينًا أو ضياعًا))؛ مِن أَطفال وأناس يعولُهم، ((فإليَّ وعليَّ))، فهو صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقضي عنهُ ذلكَ الدَّينَ ويَرعى مَن يَعولُ، وهذا مِن حسْنِ أَخلاقِ النَّبيِّ ومُؤازرتِه للمُسلِمينَ وحرصِه على عدَمِ ضَياعِهم.

    ردحذف
    الردود
    1. زادكم الله علما وفضلا أخي الفاضل
      اشكر لكم المرور الطيب وجوزيتم عنا خيرا

      حذف