** ورد عند الواحدي
قوله تعالى:" وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ "
(*) عن أبى عثمان النهدي، عن أبى هريرة قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على حمزة فرآه صريعا، فلم ير شيئا كان أوجع لقلبه منه، وقال:"والله لاقتلن به سبعين منهم"، فنزلت " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ "
(*) عن مقسم، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قتل حمزة ومُثِّل به: "لئن ظفرت بقريش لامثِّلَن بسبعين رجلاً منهم"، فأنزل الله عزوجل " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل نصبِر يا رب ".
(*) قال المفسرون: إن المسلمين لما رأوا ما فعل المشركون بقتلاهم يوم أُحُد من تبقير البطون وقطع المذاكير والمُثْلَة السيئة، قالوا حين رأوا ذلك: لئن أظفرنا الله سبحانه وتعالى عليهم لنزيدن على صنيعهم ولنمثلن ﺑﻬم مُثْلَة لم يمثِّلها أَحَد من العرب بأَحَد قط ولنفعلنّ ولنفعلنّ، ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمّه حمزة وقد جدعوا أنفه وأُذُنه وقطعوا مذاكيره وبقروا بطنه، وأخذت هند بنت عتبة قطعة من كبده فمضغتها ثم استرطتها لتأكلها، فلم تلبث في بطنها حتى رمت ﺑﻬا ، فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال:" أما إﻧﻬا لو أكلتها لم تدخل النار أبدا، حمزة أكرم على الله من أن يدخل شيئا من جسده النار"، فلما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمزة ،نظر إلى شئ لم ينظر قط إلى شئ كان أوجع لقلبه منه ، فقال :" رحمة الله عليك، إنك ما علمت كنت، وصولاً للرّحم، فعَّالا للخيرات، ولولا حُزن مِن بعدك عليك لامثلن بسبعين منهم مكانك"، فأنزل الله تعالى " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ .." الآية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بلى نصبر"، وأمسك عما أراد، وكفَّر عن يّمِينه.
(*) عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت أنا وعبيد الله بنعدي بن الخيار، فمررنا بحمص، فلما قدمناها قال لي عبيدالله ابن عدي: هل لك أن نأتي وحشيا نسأله كيف كان قتله حمزة ؟ ،قلت له: إن شئت، فقال لنا رجل: أما إنكما ستجدانه بفناء داره وهو رجل قد غلب عليه الخمر، فإن تجداه صاحياً تَجدا رَجُلا عَرَبيا عنده بعض ما تريدان، فلما انتهينا إليه سلمنا عليه ، فرفع رأسه، قلنا: جئناك لتحدثنا عن قتلك حمزة رحمة الله عليه، فقال: أما إني سأحدثكما كماحدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني عن ذلك، كنت غلاما لجبير بن مطعم ابن عدي بن نوفل ، وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر، فلما سارت قريش إلى أُحُد قال لي جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة عم محمد صلى الله عليه وسلم بعمى طعيمة فأنت عتيق، قال: فخرجت وكنت حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أخطئ ﺑﻬا شيئا، فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة (رحمة الله عليه ) حتى رأيته في عرض الجيش مثل الجمل الاورق يهد الناس بسيفه هدًّا ما يقوم له شئ، فوالله إني لأﺗﻬيأ له وأستتر منه بحجر أو شجر ليدنو مني إذ تقدمنى إليه سباع بن عبد العزى، فلما رآه حمزة (رحمة الله عليه) قال: هاهنا يا ابن مقطعة البظور، قال: ثم ضربه فو الله ما أخطأ رأسه، وهززت حربتي حتى إذ رضيت منها دفعتها إليه فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه، فذهب لينافحني فغُلِب، فتركته حتى مات رضى الله عنه ، ثم أتيته فأخذت حربتي، ثم رجعت إلى الناس، فقعدت في العسكر ولم يكن لي بغيره حاجة إنما قتلته لأُعتق، فلما قدمت مكة عُتِقت فأقمت ﺑﻬا حتى نشأ فيها الاسلام، ثم رجعت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالا وقيل لي: قال إن محمدا صلى الله عليه وسلم لا يهيج الرسل، : فخرجت معهم حتى قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآني قال: "أنت وحشي ؟" قلت: نعم ؟ قال: "أنت قتلت حمزة ؟ " قلت قد كان من الامر ما قد بلغك، قال: "فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني ؟" قال فلما قبض رسول
الله صلى الله عليه وسلم وخرج الناس إلى مسيلمة الكذاب قلت: لاخرجن إلى مسيلمة الكذاب لعلي أقتله فأكافئ به حمزة، فخرجت مع الناس فكان من أمره ماكان.
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى: " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ "
(*) أطبق جمهور أهل التفسير أن هذه الآية مدنية ، نزلت في شأن التمثيل بحمزة في يوم أُحُد ، ووقع ذلك في صحيح البخاري وفي كتاب السير.
(*) وحكى الطبري عن فرقة أنها قالت : إنما نزلت هذه الآية فيمن أُصِيبَ بِظُلَامَة أَلَّا يَنَال مِن ظَالِمِه إذا تمكَّن إلا مِثْل ظُلَامَتِه لَا يَتَعَدَّاه إلى غيره. وحكاه الماوردي عن ابن سيرين ومجاهد.
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى: " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ "
في سبب نزولها قولان :
(*) أحدهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف على حمزة ، فرآه صريعا ، فلم ير شيئا كان أوجع لقلبه منه ، فقال : " والله لأمثلن بسبعين منهم " ، فنزل جبريل ، والنبي صلى الله عليه وسلم واقف ، بقوله : " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا . . " إلى آخرها ، فصبر رسول الله وكفَّر عن يمينه ، قاله أبو هريرة .
* وروى الضحاك عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ : " لئن ظفرت بقاتل حمزة لأمثلن به مثلة تتحدث بها العرب " ، وكانت هند وآخرون معها قد مثلوا به ، فنزلت هذه الآية .
(*) والثاني : أنه أصيب من الأنصار يوم أُحُد أربعة وستون ، ومن المهاجرين ستة منهم حمزة ، ومثلوا بقتلاهم ، فقالت الأنصار : لئن أصبنا منهم يوما من الدهر ، لنزيدن على عدتهم مرتين ، فنزلت هذه الآية ، قاله أبي بن كعب .
* وروى أبو صالح عن ابن عباس أن المسلمين قالوا : لئن أمكننا الله منهم ، لنمثلن بالأحياء فضلا عن الأموات ، فنزلت هذه الآية . يقول : إن كنتم فاعلين ، فمثلوا بالأموات ، كما مثلوا بأمواتكم
قوله تعالى:" وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ "
(*) عن أبى عثمان النهدي، عن أبى هريرة قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على حمزة فرآه صريعا، فلم ير شيئا كان أوجع لقلبه منه، وقال:"والله لاقتلن به سبعين منهم"، فنزلت " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ "
(*) عن مقسم، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قتل حمزة ومُثِّل به: "لئن ظفرت بقريش لامثِّلَن بسبعين رجلاً منهم"، فأنزل الله عزوجل " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل نصبِر يا رب ".
(*) قال المفسرون: إن المسلمين لما رأوا ما فعل المشركون بقتلاهم يوم أُحُد من تبقير البطون وقطع المذاكير والمُثْلَة السيئة، قالوا حين رأوا ذلك: لئن أظفرنا الله سبحانه وتعالى عليهم لنزيدن على صنيعهم ولنمثلن ﺑﻬم مُثْلَة لم يمثِّلها أَحَد من العرب بأَحَد قط ولنفعلنّ ولنفعلنّ، ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمّه حمزة وقد جدعوا أنفه وأُذُنه وقطعوا مذاكيره وبقروا بطنه، وأخذت هند بنت عتبة قطعة من كبده فمضغتها ثم استرطتها لتأكلها، فلم تلبث في بطنها حتى رمت ﺑﻬا ، فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال:" أما إﻧﻬا لو أكلتها لم تدخل النار أبدا، حمزة أكرم على الله من أن يدخل شيئا من جسده النار"، فلما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمزة ،نظر إلى شئ لم ينظر قط إلى شئ كان أوجع لقلبه منه ، فقال :" رحمة الله عليك، إنك ما علمت كنت، وصولاً للرّحم، فعَّالا للخيرات، ولولا حُزن مِن بعدك عليك لامثلن بسبعين منهم مكانك"، فأنزل الله تعالى " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ .." الآية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بلى نصبر"، وأمسك عما أراد، وكفَّر عن يّمِينه.
(*) عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت أنا وعبيد الله بنعدي بن الخيار، فمررنا بحمص، فلما قدمناها قال لي عبيدالله ابن عدي: هل لك أن نأتي وحشيا نسأله كيف كان قتله حمزة ؟ ،قلت له: إن شئت، فقال لنا رجل: أما إنكما ستجدانه بفناء داره وهو رجل قد غلب عليه الخمر، فإن تجداه صاحياً تَجدا رَجُلا عَرَبيا عنده بعض ما تريدان، فلما انتهينا إليه سلمنا عليه ، فرفع رأسه، قلنا: جئناك لتحدثنا عن قتلك حمزة رحمة الله عليه، فقال: أما إني سأحدثكما كماحدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني عن ذلك، كنت غلاما لجبير بن مطعم ابن عدي بن نوفل ، وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر، فلما سارت قريش إلى أُحُد قال لي جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة عم محمد صلى الله عليه وسلم بعمى طعيمة فأنت عتيق، قال: فخرجت وكنت حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أخطئ ﺑﻬا شيئا، فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة (رحمة الله عليه ) حتى رأيته في عرض الجيش مثل الجمل الاورق يهد الناس بسيفه هدًّا ما يقوم له شئ، فوالله إني لأﺗﻬيأ له وأستتر منه بحجر أو شجر ليدنو مني إذ تقدمنى إليه سباع بن عبد العزى، فلما رآه حمزة (رحمة الله عليه) قال: هاهنا يا ابن مقطعة البظور، قال: ثم ضربه فو الله ما أخطأ رأسه، وهززت حربتي حتى إذ رضيت منها دفعتها إليه فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه، فذهب لينافحني فغُلِب، فتركته حتى مات رضى الله عنه ، ثم أتيته فأخذت حربتي، ثم رجعت إلى الناس، فقعدت في العسكر ولم يكن لي بغيره حاجة إنما قتلته لأُعتق، فلما قدمت مكة عُتِقت فأقمت ﺑﻬا حتى نشأ فيها الاسلام، ثم رجعت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالا وقيل لي: قال إن محمدا صلى الله عليه وسلم لا يهيج الرسل، : فخرجت معهم حتى قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآني قال: "أنت وحشي ؟" قلت: نعم ؟ قال: "أنت قتلت حمزة ؟ " قلت قد كان من الامر ما قد بلغك، قال: "فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني ؟" قال فلما قبض رسول
الله صلى الله عليه وسلم وخرج الناس إلى مسيلمة الكذاب قلت: لاخرجن إلى مسيلمة الكذاب لعلي أقتله فأكافئ به حمزة، فخرجت مع الناس فكان من أمره ماكان.
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى: " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ "
(*) أطبق جمهور أهل التفسير أن هذه الآية مدنية ، نزلت في شأن التمثيل بحمزة في يوم أُحُد ، ووقع ذلك في صحيح البخاري وفي كتاب السير.
(*) وحكى الطبري عن فرقة أنها قالت : إنما نزلت هذه الآية فيمن أُصِيبَ بِظُلَامَة أَلَّا يَنَال مِن ظَالِمِه إذا تمكَّن إلا مِثْل ظُلَامَتِه لَا يَتَعَدَّاه إلى غيره. وحكاه الماوردي عن ابن سيرين ومجاهد.
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى: " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ "
في سبب نزولها قولان :
(*) أحدهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف على حمزة ، فرآه صريعا ، فلم ير شيئا كان أوجع لقلبه منه ، فقال : " والله لأمثلن بسبعين منهم " ، فنزل جبريل ، والنبي صلى الله عليه وسلم واقف ، بقوله : " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا . . " إلى آخرها ، فصبر رسول الله وكفَّر عن يمينه ، قاله أبو هريرة .
* وروى الضحاك عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ : " لئن ظفرت بقاتل حمزة لأمثلن به مثلة تتحدث بها العرب " ، وكانت هند وآخرون معها قد مثلوا به ، فنزلت هذه الآية .
(*) والثاني : أنه أصيب من الأنصار يوم أُحُد أربعة وستون ، ومن المهاجرين ستة منهم حمزة ، ومثلوا بقتلاهم ، فقالت الأنصار : لئن أصبنا منهم يوما من الدهر ، لنزيدن على عدتهم مرتين ، فنزلت هذه الآية ، قاله أبي بن كعب .
* وروى أبو صالح عن ابن عباس أن المسلمين قالوا : لئن أمكننا الله منهم ، لنمثلن بالأحياء فضلا عن الأموات ، فنزلت هذه الآية . يقول : إن كنتم فاعلين ، فمثلوا بالأموات ، كما مثلوا بأمواتكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق