<title>وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ... سورة آل عمران ~ أسباب نزول آيات القرآن

الأربعاء، 6 مارس 2019

وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ... سورة آل عمران

** ورد عند الواحدي
قوله تعالى : "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ... " الآية 
(*) قال عطية العوفي : لما كان يوم أُحُد انهزم الناس ، فقال بعض الناس : قد أصيب مُحمَّد فأعطوهم بأيديكم ، فإنما هم إخوانكم ، وقال بعضهم : إن كان محمد أُصيب ، ألا تمضون على ما مضى عليه نبيّكم حتى تلحقوا به ؟ فأنزل الله تعالى في ذلك : "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ" إلى قوله "وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا " لقتل نبيهم ، إلى قوله : " فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا "
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ... "
(*) رُوى أنها نزلت بسبب انهزام المسلمين يوم أُحُد حين صاح الشيطان : قد قُتِل مُحمَّد. 
قال عطية العوفي : فقال بعض الناس : قد أُصيب مُحمَّد فأعطوهم بأيديكم فإنما هم إخوانكم
(*) وقال بعضهم : إن كان مُحمَّد قد أصيب ألا تمضون على ما مضى عليه نبيكم حتى تلحقوا به ؛ فأنزل الله تعالى في ذلك "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ" إلى قوله : "فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا"
**ورد عند الطبري
قوله تعالى : " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ "
(*) ذُكِر أن هذه الآية أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن انهزم عنه بأحَد من أصحابه 
(*) عن سعيد ، عن قتادة ، قوله : " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ" إلى قوله : " وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ " ، ذاكم يوم أُحُد ، حين أصابهم القرح والقتل ، ثم تناعوا نبي الله صلى الله عليه وسلم تَفِئَة ذلك ، فقال أناس : "لو كان نبيًّا ما قُتِل" ، وقال أناس من عِلْيَة أصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم : "قاتلوا على ما قاتل عليه مُحمَّد نبيكم حتى يفتح الله لكم أو تلحقوا به "، فقال الله عز وجل : "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ  " ، يقول : إن مات نبيكم أو قتل ، ارتددتم كفارا بعد إيمانكم. 
(*) قال الربيع : وذُكِر لنا والله أعلم ، أن رَجُلا من المهاجرين مرّ على رَجَل من الأنصار وهو يتشحَّط في دمه ، فقال : يا فلان ، أشعرت أن محمَّدًا قد قُتل ؟ فقال الأنصاري : إن كان محمد قد قُتِل ، فقد بَلَّغ ، فقاتلوا عن دينكم . فأنزل الله عز وجل : " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ .." ، يقول : ارتددتم كفارا بعد إيمانكم .
(*) عن أسباط ، عن السدي قال : لما برز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد إليهم (يعني : إلى المشركين) أمر الرُّماة فقاموا بأصل الجبل في وجوه خيل المشركين وقال : "لَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ إِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ هَزَمْنَاهُمْ ، فَإِنَّا لَنْ نَزَالَ غَالِبِينَ مَا ثَبَتُّمْ مَكَانَكُمْ "، وأَمَّر عليهم عبد الله بن جبير،أخا  خوات بن جبير ،  ثم شد الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود على المُشركين فهزماهم ، وحمل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهزموا أبا سفيان . فلما رأى ذلك خالد بن الوليد ، وهو على خيل المشركين ، كر . فرمته الرُّماة فانقمع . فلما نظر الرُّماة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في جوف عسكر المشركين ينتهبونه ، بادروا الغنيمة ، فقال بعضهم : "لا نترك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم "! فانطلق عامتهم فلحقوا بالعسكر . فلما رأى خالد قِلَّة الرُّماة ، صاح في خيله ثم حمل ، فقتل الرُّماة وحمل على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . فلما رأى المشركون أن خيلهم تقاتل ، تنادوا ، فشدوا على المسلمين فهزموهم وقتلوهم ، فأتى ابن قميئة الحارثي (أحد بني الحارث بن عبد مناف بن كنانة) فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر فكسر أنفه ورباعيته ، وشَجَّه في وجهه فأثقله ، وتَفرَّق عنه أصحابه ، ودخل بعضهم المدينة ، وانطلق بعضهم فوق الجبل إلى الصخرة فقاموا عليها ، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس : "إلَيَّ عباد الله! إلَيَّ عباد الله! " ، فاجتمع إليه ثلاثون رَجُلًا فجعلوا يسيرون بين يديه ، فلم يقف أَحَد إلا طلحة وسهل بن حنيف . فحماه طلحة ، فرمي بسهم في يده فيبست يده . 
وأقبل أُبَيّ بن خلف الجمحي - وقد حلف ليَقتلَنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "بل أنا أقتله" ، فقال : يا كذاب ، أين تفر ؟ فحمل عليه ، فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في جيب الدرع ، فجرح جرحا خفيفا ، فوقع يخور خوار الثور ، فاحتملوه وقالوا : ليس بك جراحة! ،  فما يجزعك ؟ ، قال : أليس قال : "لأقتلنك " ؟ لو كانت لجميع ربيعة ومُضر لقتلتهم! ولم يلبث إلا يوما وبعض يوم حتى مات من ذلك الجرح. 
وفشا في الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قُتل ، فقال بعض أصحاب الصخرة : "ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أُبَيّ ، فيأخذ لنا أمنة من أبي سفيان !! يا قوم ، إن مُحمَّدًا قد قُتل ، فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلوكم " ، قال أنس بن النضر : "يا قوم ، إن كان مُحمَّد قد قُتل ، فإن رب مُحمَّد لم يقتل ، فقاتلوا على ما قاتل عليه مُحمَّد صلى الله عليه وسلم ، اللهم إنى أعتذر إليك مما  يقول هؤلاء ، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء "! ثم شد بسيفه فقاتل حتى قُتل . 
وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس ، حتى انتهى إلى أصحاب الصخرة . فلما رأوه ، وضع رجل سَهْما في قوسه فأراد أن يرميه ، فقال : "أنا رسول الله "! ففرحوا حين وجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيًّا ، وفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى أن في أصحابه من يمتنع به ، فلما اجتمعوا وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذهب عنهم الحزن ، فأقبلوا يذكرون الفتح وما فاتهم منه ، ويذكرون أصحابهم الذين قُتِلوا. 
فقال الله عز وجل للذين قالوا : إن مُحمَّدا قد قتل ، فارجعوا إلى قومكم " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ " . 
(*) عن القاسم بن عبد الرحمن بن رافع ، أخو بني عدي بن النجار قال : انتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك إلى عمر ، وطلحة بن عبد الله ، في رجال من المهاجرين والأنصار ، وقد ألقوا بأيديهم ، فقال : ما يجلسكم ؟ قالوا : قُتِل مُحمَّد رسول الله! قال : فما تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله! واستقبل القوم فقاتل حتى قُتِل وبه سمي أنس بن مالك . 
(*) عن جويبر ، عن الضحاك قال : نادى مناد يوم أُحُد حين هُزِم أصحاب مُحمَّد صلى الله عليه وسلم : "ألا إن مُحمَّدا قد قتل ، فارجعوا إلى دينكم الأول "! فأنزل الله عز وجل : "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ " ، الآية . 
(*) عن ابن جريج ، عن مجاهد قال : أُلقِي في أفواه المسلمين يوم أُحُد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قُتِل ، فنزلت هذه الآية : " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ " الآية . 
(*) عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتزل هو وعصابة معه يومئذ على أكمة ، والناس يفرون ، ورجل قائم على الطريق يسألهم : "ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم " ؟ ،وجعل كلما مروا عليه يسألهم ، فيقولون : "والله ما ندري ما فعل "، فقال : "والذي نفسي بيده ، لإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قُتِل ، لنُعطيَنَّهم بأيدينا ، إنهم لعشائرنا وإخواننا "! وقالوا : "إن مُحمَّدا إن كان حيًّا لم يهزم ، ولكنه قُتِل "! فترخصُّوا في الفرار حينئذ . فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم : "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ... " 

هناك تعليقان (2):

  1. جزاك الله خير وبارك فيكم

    ردحذف
    الردود
    1. ولكم الخير كله بإذن الله
      اشكر لكم المرور الطيب

      حذف