** ورد عند الواحدي
قوله تعالى : "أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ .."
(*) قال ابن عبَّاس في رواية الوالبيّ :
قال العبَّاس بن عبد المطّلب حِين أُسِر يوم بدر : لئن كنتُم سَبَقتُمُونا بالإسلام والهجرة والجهاد ، لقد كُنَّا نَعمُر المسجد الحرام ونسقي الحاجّ ونَفُكُّ العَانِي ، فأنزل اللَّه تعالى : " أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
(*) وقال الحَسَن ، والشّعبيّ ، والقُرَظيّ : نزلت الآية في عليّ ، والعبّاس ، وطَلْحة بن شيْبة ، وذلك أنّهُم افتخروا ، فقال طلْحة : أنا صاحِب البيت بيَدِي مفتاحه ( ولَوْ أشَاء بِتُّ فيه ) وإليّ ثيَاب بَيتِه ، وقال العبَّاس : أنا صاحب السِّقَاية والقَائم عليها ، وقال عَلِيّ : ما أدْرِي ما تَقولان ، لقَد صَلَّيت سِتَّة أشهُر قبل النَّاس، وأنا صاحب الجهاد . فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية :" أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
(*) وقال ابن سيرين ، ومُرّة الهمْدانيّ : قال عَلِيّ للعبَّاس : ألا تُهَاجر ؟ ألا تلحَق بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ؟ ، قال : ألستُ فِي شيءٍ أفضلَ من الهِجرَة ؟ ألَسْت أَسْقِي حاجَّ بيْت اللَّه وَأَعْمُرُ المسجد الحرام ؟ فنزلت هذه الآيَة" أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " ونزل قوله تعالى : " الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا "
(*) عن أَبِي سلَّام قال : حدّثنا النُّعمان بن بَشِير قال : كنت عند منبر رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فقال رجل : ما أُبَالِي أن لا أعمَلَ عملًا بعْدَ أن أَسْقِي الحاجَّ ، وقال الآخَر : ما أُبَالِي أن لا أعمَلَ عملًا بعْدَ أن أعمُرَ المسجد الحرام ، وقال آخَر : الجهَاد في سبِيل اللَّه أفضَل مِمَّا قلتم
فزَجَرَهُم عُمَر وقال : لا تَرْفَعُوا أصواتكم عند منبر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ( وهو يوم الجُمُعة ) ولكنِّي إِذا صَلَّيتُ دَخَلْتُ فاسْتَفْتَيْتُ رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسلَّم فيما اختَلَفتُم فيه ، ففَعَل ، فأنزل اللَّه تعالى: " أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " .. رواه مسلم ، عن الحَسَن بن عليّ الحُلْوَانيّ ، عن أَبي تَوْبة
** ورد عند الطبري
قوله تعالى: " أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ "
(*) عن أَبي صخْر قال : سمِعتُ محمّد بن كعْب القُرَظِيّ يقول : افْتَخَرَ طَلْحة بن شيبة من بَنِي عبد الدَّار ، وعبَّاس بن عبد المطَّلِب ، وعلِيّ بن أَبي طالب ، فقال طَلْحة : أنا صاحِب البيت معي مفتاحُه ، لَوْ أشَاءُ بِتُّ فيه ! ، وقال العبَّاس : أنا صاحب السِّقَاية والقَائِم عليها ، ولَوْ أَشَاءُ بِتُّ في المسجد! ، وقال عَلِيّ : ما أدْرِي ما تَقُولان ، لقَد صَلَّيت إِلَى القِبْلة ستَّة أشهُر قبل النّاس، وأنا صاحب الجِهاد ! فأنزل اللَّه: " أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
(*) عن السُّدِّيّ : قال : افتَخَرَ عَلِيّ ، وعبَّاس ، وشَيْبَة بن عُثمان ، فقال العبَّاس : أنا أفضَلُكم ، أنا أَسْقِي حُجَّاج بيت اللَّه ! ، وقال شَيْبَة : أنا أَعْمُرُ مَسجد اللَّه ! ، وقال عليّ : أنا هاجرت مع رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وأُجَاهد معَه في سبيل اللَّه ! فأنزل اللَّه:" أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " ونزل قوله تعالي" الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ " إلى :" نَعِيمٌ مُقِيمٌ "
(*) عن عبيد بن سليمان قال : سمعتُ الضَّحّاك يقول في قوله" أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ"..الآية:
أقبَل المسلمُون على العبَّاس وأصحابه الَّذِين أُسِرُوا يوم بدر يُعَيِّرُونَهم بالشّرك ، فقال العبَّاس : أما واللَّه لقد كُنَّا نَعْمُر المسجد الحرام ، وَنَفُكّ العَانِي ، وَنَحْجُب البيت ، ونَسقِي الحاجّ ! ، فأنزل اللَّه :" أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
(*) عن النُّعمان بن بشير ، أنّ رَجُلًا قال : ما أُبَالِي أنْ لا أعْمَل عَمَلًا بعد الإِسلَام ، إلّا أن أَسْقِي الحاجّ ! وقال آخر : ما أُبَالِي أن لا أعمَلَ عملًا بعد الإسلَام ، إِلَّا أن أعمُرَ المسجد الحرام! ، وقال آخر : الجهاد في سبِيل اللَّه أفضَل مِمَّا قلتُم! فزَجَرَهُم عُمَر وقال : لا تَرْفَعُوا أصواتكم عند منبر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلّم ، وذلك يوم الجُمعة ، ولَكن إِذَا صلَّى الجُمُعة دَخلن عليه! فنزلت : "أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ" ، إلى قوله :"لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ"
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى: " أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ "
في سبب نزولها ستة أقوال .
(*) أحدها: رواه مسلم في صحيحه من حديث النعمان بن بشير قال: كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج ، وقال الآخر: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام ، وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم ، فزجرهم عمر ، وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يوم الجمعة ، ولكني إذا صليت الجمعة ، دخلت فاستفتيت رسول الله فيما اختلفتم فيه ، فنزلت هذه الآية .
(*) والثاني: أن العباس بن عبد المطلب قال يوم بدر: لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد ، لقد كنا نعمر المسجد الحرام ونسقي الحاج ونفك العاني ، فنزلت هذه الآية ، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس .
(*) والثالث: أن المشركين قالوا: عمارة بيت الله الحرام ، والقيام على السقاية ، خير ممن آمن وجاهد ، وكانوا يفتخرون بالحَرَم من أجل أنهم أهلُه ، فنزلت هذه الآية ، رواه عطية العوفي عن ابن عباس .
(*) والرابع: أن عَلِيًّا والعباس وطلحة ( يعني سادن الكعبة ) افتخروا ، فقال طلحة: أنا صاحب البيت ، بيدي مفتاحه ، ولو أشاء بت فيه ، وقال العباس: أنا صاحب السقاية ، والقائم عليها ، ولو أشاء بت في المسجد ، وقال عَلِيّ: ما أدري ما تقولون ، لقد صليت ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد ، فنزلت هذه الآية ، قاله الحسن ، والشعبي ، والقرظي .
(*) والخامس: أنهم لما أُمِروا بالهجرة قال العباس: أنا أسقي الحاج ، وقال طلحة: أنا صاحب الكعبة فلا نهاجر ، فنزلت هذه الآية والتي بعدها ، قاله مجاهد ، هكذا ذكر مجاهد ، وإنما الصواب عثمان بن طلحة ، لأن طلحة هذا لم يسلم .
(*) والسادس: أن عَلِيًّا قال للعباس: ألا تلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ألست في أفضل من الهجرة ، ألست أسقي حاج بيت الله وأعمر المسجد الحرام؟ فنزلت هذه الآية والتي بعدها ، قاله المرة الهمداني ، وابن سيرين
قوله تعالى : "أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ .."
(*) قال ابن عبَّاس في رواية الوالبيّ :
قال العبَّاس بن عبد المطّلب حِين أُسِر يوم بدر : لئن كنتُم سَبَقتُمُونا بالإسلام والهجرة والجهاد ، لقد كُنَّا نَعمُر المسجد الحرام ونسقي الحاجّ ونَفُكُّ العَانِي ، فأنزل اللَّه تعالى : " أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
(*) وقال الحَسَن ، والشّعبيّ ، والقُرَظيّ : نزلت الآية في عليّ ، والعبّاس ، وطَلْحة بن شيْبة ، وذلك أنّهُم افتخروا ، فقال طلْحة : أنا صاحِب البيت بيَدِي مفتاحه ( ولَوْ أشَاء بِتُّ فيه ) وإليّ ثيَاب بَيتِه ، وقال العبَّاس : أنا صاحب السِّقَاية والقَائم عليها ، وقال عَلِيّ : ما أدْرِي ما تَقولان ، لقَد صَلَّيت سِتَّة أشهُر قبل النَّاس، وأنا صاحب الجهاد . فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية :" أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
(*) وقال ابن سيرين ، ومُرّة الهمْدانيّ : قال عَلِيّ للعبَّاس : ألا تُهَاجر ؟ ألا تلحَق بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ؟ ، قال : ألستُ فِي شيءٍ أفضلَ من الهِجرَة ؟ ألَسْت أَسْقِي حاجَّ بيْت اللَّه وَأَعْمُرُ المسجد الحرام ؟ فنزلت هذه الآيَة" أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " ونزل قوله تعالى : " الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا "
(*) عن أَبِي سلَّام قال : حدّثنا النُّعمان بن بَشِير قال : كنت عند منبر رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فقال رجل : ما أُبَالِي أن لا أعمَلَ عملًا بعْدَ أن أَسْقِي الحاجَّ ، وقال الآخَر : ما أُبَالِي أن لا أعمَلَ عملًا بعْدَ أن أعمُرَ المسجد الحرام ، وقال آخَر : الجهَاد في سبِيل اللَّه أفضَل مِمَّا قلتم
فزَجَرَهُم عُمَر وقال : لا تَرْفَعُوا أصواتكم عند منبر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ( وهو يوم الجُمُعة ) ولكنِّي إِذا صَلَّيتُ دَخَلْتُ فاسْتَفْتَيْتُ رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسلَّم فيما اختَلَفتُم فيه ، ففَعَل ، فأنزل اللَّه تعالى: " أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " .. رواه مسلم ، عن الحَسَن بن عليّ الحُلْوَانيّ ، عن أَبي تَوْبة
** ورد عند الطبري
قوله تعالى: " أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ "
(*) عن أَبي صخْر قال : سمِعتُ محمّد بن كعْب القُرَظِيّ يقول : افْتَخَرَ طَلْحة بن شيبة من بَنِي عبد الدَّار ، وعبَّاس بن عبد المطَّلِب ، وعلِيّ بن أَبي طالب ، فقال طَلْحة : أنا صاحِب البيت معي مفتاحُه ، لَوْ أشَاءُ بِتُّ فيه ! ، وقال العبَّاس : أنا صاحب السِّقَاية والقَائِم عليها ، ولَوْ أَشَاءُ بِتُّ في المسجد! ، وقال عَلِيّ : ما أدْرِي ما تَقُولان ، لقَد صَلَّيت إِلَى القِبْلة ستَّة أشهُر قبل النّاس، وأنا صاحب الجِهاد ! فأنزل اللَّه: " أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
(*) عن السُّدِّيّ : قال : افتَخَرَ عَلِيّ ، وعبَّاس ، وشَيْبَة بن عُثمان ، فقال العبَّاس : أنا أفضَلُكم ، أنا أَسْقِي حُجَّاج بيت اللَّه ! ، وقال شَيْبَة : أنا أَعْمُرُ مَسجد اللَّه ! ، وقال عليّ : أنا هاجرت مع رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وأُجَاهد معَه في سبيل اللَّه ! فأنزل اللَّه:" أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " ونزل قوله تعالي" الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ " إلى :" نَعِيمٌ مُقِيمٌ "
(*) عن عبيد بن سليمان قال : سمعتُ الضَّحّاك يقول في قوله" أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ"..الآية:
أقبَل المسلمُون على العبَّاس وأصحابه الَّذِين أُسِرُوا يوم بدر يُعَيِّرُونَهم بالشّرك ، فقال العبَّاس : أما واللَّه لقد كُنَّا نَعْمُر المسجد الحرام ، وَنَفُكّ العَانِي ، وَنَحْجُب البيت ، ونَسقِي الحاجّ ! ، فأنزل اللَّه :" أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
(*) عن النُّعمان بن بشير ، أنّ رَجُلًا قال : ما أُبَالِي أنْ لا أعْمَل عَمَلًا بعد الإِسلَام ، إلّا أن أَسْقِي الحاجّ ! وقال آخر : ما أُبَالِي أن لا أعمَلَ عملًا بعد الإسلَام ، إِلَّا أن أعمُرَ المسجد الحرام! ، وقال آخر : الجهاد في سبِيل اللَّه أفضَل مِمَّا قلتُم! فزَجَرَهُم عُمَر وقال : لا تَرْفَعُوا أصواتكم عند منبر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلّم ، وذلك يوم الجُمعة ، ولَكن إِذَا صلَّى الجُمُعة دَخلن عليه! فنزلت : "أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ" ، إلى قوله :"لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ"
** ورد عند ابن الجوزي
قوله تعالى: " أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ "
في سبب نزولها ستة أقوال .
(*) أحدها: رواه مسلم في صحيحه من حديث النعمان بن بشير قال: كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج ، وقال الآخر: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام ، وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم ، فزجرهم عمر ، وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يوم الجمعة ، ولكني إذا صليت الجمعة ، دخلت فاستفتيت رسول الله فيما اختلفتم فيه ، فنزلت هذه الآية .
(*) والثاني: أن العباس بن عبد المطلب قال يوم بدر: لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد ، لقد كنا نعمر المسجد الحرام ونسقي الحاج ونفك العاني ، فنزلت هذه الآية ، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس .
(*) والثالث: أن المشركين قالوا: عمارة بيت الله الحرام ، والقيام على السقاية ، خير ممن آمن وجاهد ، وكانوا يفتخرون بالحَرَم من أجل أنهم أهلُه ، فنزلت هذه الآية ، رواه عطية العوفي عن ابن عباس .
(*) والرابع: أن عَلِيًّا والعباس وطلحة ( يعني سادن الكعبة ) افتخروا ، فقال طلحة: أنا صاحب البيت ، بيدي مفتاحه ، ولو أشاء بت فيه ، وقال العباس: أنا صاحب السقاية ، والقائم عليها ، ولو أشاء بت في المسجد ، وقال عَلِيّ: ما أدري ما تقولون ، لقد صليت ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد ، فنزلت هذه الآية ، قاله الحسن ، والشعبي ، والقرظي .
(*) والخامس: أنهم لما أُمِروا بالهجرة قال العباس: أنا أسقي الحاج ، وقال طلحة: أنا صاحب الكعبة فلا نهاجر ، فنزلت هذه الآية والتي بعدها ، قاله مجاهد ، هكذا ذكر مجاهد ، وإنما الصواب عثمان بن طلحة ، لأن طلحة هذا لم يسلم .
(*) والسادس: أن عَلِيًّا قال للعباس: ألا تلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ألست في أفضل من الهجرة ، ألست أسقي حاج بيت الله وأعمر المسجد الحرام؟ فنزلت هذه الآية والتي بعدها ، قاله المرة الهمداني ، وابن سيرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق