<title>حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ... سورة البقرة ~ أسباب نزول آيات القرآن

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ... سورة البقرة


** ورد عند القرطبي
قوله تعالى" حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ"
اختلف الناس في تعيين الصلاة الوسطى على عشرة أقوال : 
(*) (الأول) : أنها الظهر ؛ لأنها وسط النهار . وممن قال أنها الوسطى زيد بن ثابت وأبو سعيد الخدري وعبدالله بن عمر وعائشة رضي الله عنهم
* ومما يدل على أنها وسطى ما قالته عائشة وحفصة حين أملتا "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر" بالواو
* رُوي أنها كانت أشق على المسلمين ؛ لأنها كانت تجيء في الهاجرة وهم قد نفهتهم أعمالهم في أموالهم
*  وروى أبو داود عن زيد قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة ولم تكن تصلى صلاة أشد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ، فنزلت : " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى "  
* عن زيد بن ثابت قال : الصلاة الوسطى صلاة الظهر ؛ زاد الطيالسي : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها بالهجير
(*) (الثاني) : إنها العصر ؛ لأن قبلها صلاتي نهار وبعدها صلاتي ليل. 
قال النحاس : وأجود من هذا الاحتجاج أن يكون إنما قيل لها وسطى لأنها بين صلاتين إحداهما أول ما فرض والأخرى الثانية مما فرض ، وممن قال أنها وسطى علي بن أبي طالب وابن عباس وابن عمر وأبو هريرة وأبو سعيد الخدري ، وهو اختيار أبي حنيفة وأصحابه ، وقاله الشافعي وأكثر أهل الأثر ، وإليه ذهب عبدالملك بن حبيب واختاره ابن العربي في قبسه وابن عطية في تفسيره وقال : وعلى هذا القول الجمهور من الناس وبه أقول واحتجوا بالأحاديث الواردة في هذا الباب خرجها مسلم وغيره ، وأنصها حديث ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الصلاة الوسطى صلاة العصر" خرجه الترمذي 
(*) (الثالث) : إنها المغرب ؛ قاله قبيصة بن أبي ذؤيب في جماعة. والحجة لهم أنها متوسطة في عدد الركعات ليست بأقلها ولا أكثرها ولا تقصر في السفر ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤخرها عن وقتها ولم يعجلها ، وبعدها صلاتا جهر وقبلها صلاتا سر
(*) (الرابع) : صلاة العشاء الآخرة ؛ لأنها بين صلاتين لا تقصران ، وتجيء في وقت نوم ويستحب تأخيرها وذلك شاق فوقع التأكيد في المحافظة عليها.
(*) (الخامس) : إنها الصبح ؛ لأن قبلها صلاتي ليل يجهر فيهما وبعدها صلاتي نهار يسر فيهما ؛ ولأن وقتها يدخل والناس نيام ، والقيام إليها شاق في زمن البرد لشدة البرد وفي زمن الصيف لقصر الليل. وممن قال أنها وسطى علي بن أبي طالب وعبدالله بن عباس 
*  وقد استدل من قال أنها الصبح بقوله تعالى : " وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ " يعني فيها ، ولا صلاة مكتوبة فيها قنوت إلا الصبح
(*) (السادس) : صلاة الجمعة ؛ لأنها خصت بالجمع لها والخطبة فيها وجعلت عيدا ذكره ابن حبيب ومكي 
(*) (السابع) : إنها الصبح والعصر معا. قاله الشيخ أبو بكر الأبهري ؛ واحتج بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ..." الحديث ، رواه أبو هريرة.
(*) (الثامن) : إنها العتمة والصبح. قال أبو الدرداء رضي الله عنه في مرضه الذي مات فيه : "اسمعوا وبلغوا من خلفكم حافظوا على هاتين الصلاتين ( يعني في جماعة ) : العشاء والصبح ، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوا على مرافقكم وركبكم" قاله عمر وعثمان. 
* وروى الأئمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا"  وقال  "إنهما أشد الصلاة على المنافقين"
(*) (التاسع) : أنها الصلوات الخمس بجملتها ؛ قاله معاذ بن جبل ؛ لأن قوله تعالى : " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ " يعم الفرض والنفل ، ثم خص الفرض بالذكر.
(*) (العاشر) : إنها غير معينة ؛ قاله نافع عن ابن عمر ، وقاله الربيع بن خيثم فخبأها الله تعالى في الصلوات كما خبأ ليلة القدر في رمضان 
* مما يدل على صحة أنها مبهمة غير معينة ما رواه مسلم في صحيحه في آخر الباب عن البراء بن عازب قال : نزلت هذه الآية : "حافظوا على الصلوات وصلاة العصر" فقرأناها ما شاء الله ، ثم نسخها الله فنزلت : " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى " فقال رجل : هي إذا صلاة العصر ؟ قال البراء : قد أخبرتك كيف نزلت وكيف نسخها الله تعالى 
(*) قوله تعالى : " وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ "
عن عبدالله بن مسعود قال : كنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علينا ، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا فقلنا : يا رسول الله ، كنا نسلم عليك في الصلاة فترد علينا ؟ فقال : "إن في الصلاة شغلا"
* وروى زيد بن أرقم قال : كنا نتكلم في الصلاة يكلم الرجل صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة حتى نزلت : " قُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ " فأُمِرنا بالسكوت ونُهينا عن الكلام .
** ورد في الدر المنثور للسيوطي
أخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مختلفين في الصلاة الوسطى هكذا . وشبك بين أصابعه .
(*) أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم , عن ابن عمر ، أنه سئل عن الصلاة  الوسطى فقال : هي فيهن فحافظوا عليهن كلهن .
(*) أخرج ابن عبد البر في " التمهيد " عن ابن عباس , أنه كان يقول : الصلاة الوسطى صلاة الصبح , تصلى في سواد من الليل وبياض من النهار , وهي أكثر الصلوات تفوت الناس .
* وأخرج ابن جرير عن جابر بن عبد الله قال : الصلاة الوسطى صلاة الصبح .
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي أمامة , أنه سئل عن صلاة الوسطى؟ فقال : هي الصبح.
* وأخرج سفيان بن عيينة عن طاوس قال : الصلاة الوسطى صلاة الصبح .
* وأخرج عبد الرزاق عن طاوس , وعكرمة , قالا : هي الصبح , وسطت فكانت بين الليل والنهار .
(*)  عن ابن عمر , أنه سئل عن الصلاة الوسطى فقال : كنا نتحدث أنها الصلاة التي وجه فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القبلة ؛ الظهر .
* وأخرج أحمد , والبخاري في " تاريخه " , وأبو داود , والطحاوي , والروياني , وأبو يعلى , والطبراني , والبيهقي , من طريق الزبرقان , عن عروة بن الزبير ، عن زيد بن ثابت , أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الظهر بالهاجرة , وكانت أثقل الصلاة على أصحابه , فنزلت : " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى " قال : لأن قبلها صلاتين وبعدها صلاتين .
* وأخرج الطيالسي ، وابن أبي شيبة في " المصنف " والبخاري في " تاريخه " ، وابن أبي حاتم , وأبو يعلى , والروياني , والضياء المقدسي في " المختارة " والبيهقي , من طريق الزبرقان , عن زهرة بن معبد قال : كنا جلوسا عند زيد بن ثابت , فأرسلوا إلى أسامة , فسألوه عن الصلاة الوسطى فقال : هي الظهر , كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها بالهجير .
* وأخرج أحمد ، وابن منيع , والنسائي ، وابن جرير , والشاشي , والضياء , من طريق الزبرقان , قال : إن رهطا من قريش مر بهم زيد بن ثابت وهم مجتمعون , فأرسلوا إليه غلامين لهم يسألانه عن الصلاة الوسطى , فقال : هي الظهر . ثم انصرفا إلى أسامة بن زيد , فسألاه فقال : هي الظهر , إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الظهر بالهجير , فلا يكون وراءه إلا الصف والصفان , والناس في قائلتهم وتجارتهم , فأنزل الله : " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ " . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لينتهين رجال أو لأحرقن بيوتهم ".
* وأخرج النسائي , والطبراني , من طريق الزهري , عن سعيد بن المسيب , قال كنت مع قوم اختلفوا في صلاة الوسطى , وأنا أصغر القوم , فبعثوني إلى زيد بن ثابت لأسأله عن الصلاة الوسطى , فأتيته فسألته , فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة والناس في قائلتهم وأسواقهم , فلم يكن يصلي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الصف والصفان . فأنزل الله : " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ " . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لينتهين أقوام أو لأحرقن بيوتهم " .
* وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة قال : الصلاة الوسطى هي الظهر , قبلها صلاتان , وبعدها صلاتان .
* عن البراء بن عازب قال : نزلت :" حافظوا على الصلوات وصلاة العصر " . فقرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله , ثم نسخها الله , فأنزل : " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى " . فقيل له : هي إذن صلاة العصر؟ فقال : قد حدثتك كيف نزلت , وكيف نسخها الله , والله أعلم .
* وأخرج البيهقي عن البراء قال : قرأناها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما : " حافظوا على الصلوات وصلاة العصر " . ثم قرأناها : " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى " فلا أدري أهي هي أم لا ؟
(*) وأخرج عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد , ومسلم , والنسائي , والبيهقي , عن شتير بن شكل , قال : سألت عَلِيًّا عن صلاة الوسطى فقال : كنا نرى أنها الصبح حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم الأحزاب : " ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس " . ولم يكن صلى يومئذ الظهر والعصر حتى غابت الشمس .
* وأخرج الدمياطي في كتاب " الصلاة الوسطى " من طريق الحسن البصري , عن علي , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الصلاة الوسطى صلاة العصر " .
* وأخرج عبد بن حميد , ومسلم , والترمذي ، وابن ماجه ، وابن جرير ، وابن المنذر , والبيهقي , عن ابن مسعود قال : حبس المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر حتى احمرت الشمس , أو اصفرت , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر , ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا " .
* عن ابن جرير , عن قتادة قال : كنا نحدث أن الصلاة الوسطى صلاة العصر , قبلها صلاتان من النهار وبعدها صلاتان من الليل 
* وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : الوسطى هي العصر .
* وأخرج ابن أبي شيبة , عن سعيد بن جبير قال : هي العصر .
* وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك قال : الصلاة الوسطى صلاة العصر .
(*) وأخرج ابن أبي حاتم , بسند حسن , عن ابن عباس قال : صلاة الوسطى المغرب .
* وأخرج ابن جرير عن قبيصة بن ذؤيب قال : الصلاة الوسطى صلاة المغرب , ألا ترى أنها ليست بأقلها ولا أكثرها , ولا تقصر في السفر , وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤخرها عن وقتها , ولم يعجلها.

(*) وأخرج عبد بن حميد , عن محمد بن سيرين قال : سأل رجل زيد بن ثابت عن الصلاة الوسطى , قال : حافظ على الصلوات تدركها . 
* وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد , عن الربيع بن خثيم ، أن سائلا سأله عن الصلاة الوسطى , قال : حافظ عليهن , فإنك إن فعلت أصبتها , إنما هي واحدة منهن .
(*) قوله تعالى : " وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ "
أخرج وكيع , وأحمد , وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والترمذي , والنسائي ، وابن جرير ، وابن خزيمة , والطحاوي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان , والطبراني , والبيهقي , عن زيد بن أرقم , قال : كنا نتكلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة , يكلم الرجل منا صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة , حتى نزلت : "وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ". فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام
* عن محمد بن كعب قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة , والناس يتكلمون في الصلاة في حوائجهم , كما يتكلم أهل الكتاب في الصلاة في حوائجهم , حتى نزلت هذه الآية : "وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ" فتركوا الكلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق